[center][b]اولا التاريخ
الوحدة الثالثة
الغزو العثمانى لمصر ومقاومة الاحتلال
الدرس الأول: ( الغزو( الفتح ) العثماني لمصر )
توسعات العثمانيين :
بعد أن أحكم العثمانيين سيطرتهم على الأناضول والبلقان نجحوا فى إقامة إمبراطورية آسيوية أوربية خلال حكمى محمد الفاتح ( 1451م – 1481م ) و بايزيد الثانى ( 1481م – 1512م )
مع بداية القرن السادس عشر الميلادى اتجه سليم الأول ( 1512م – 1520م ) بغزواته نحو الشرق فكان الصدام العسكرى مع الدولة الصفوية فى إيران والدولة المملوكية فى مصر والشام
أولا : دولة المماليك :
قامت في مصر والشام والحجاز وساحل افريقيا الشرقى المطل على البحر الأحمر
أسباب التدهور الاقتصادى والأزمات المالية لدولة المماليك :
1- اكتشاف البرتغاليين طريق رأس الرجاء الصالح ( عام 1498م ) وتحول تجارة الشرق فى ايديهم
2- اضطراب الأمن
3- التنافس المستمر بين المماليك
4- كثرة الفتن والثورات الداخلية
أدى الانهيار الاقتصادى إلى ضعف القوة العسكرية للمماليك
ثانيا : الدولة الصفوية :
مركزها إيران عاصمتها تبريز تدين بالمذهب الشيعى
ثالثا : الدولة العثمانية : امتدت فى الأناضول والبلقان
الصدام بين العثمانيين والصفويين : ( موقعة جالديران )
تاريخها : ( 23 أغسطس ) عام 1514م
أطرافها : العثمانيين يقودهم سليم الأول ، والصفويين يقودهم إسماعيل الأول
نتائجها : انتصار سليم الأول وهزيمة الصفويين ودخوله العاصمة تبريز
العلاقات بين الدولة العثمانية والدولة المملوكية :
مرحلة العلاقات الطيبة ( الودية )
حيث احتفل المماليك فى مصر باحتفالات العثمانيين فى أوربا وسقوط القسطنطينية ( عام 1453م )
تحالفت الدولتان ضد الخطر البرتغالى خاصة بعد اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح واتجاه البرتغاليين لقطع شرايين التجارة الشرقية من موانىء مصر والشام والتى كانت أساس قوة المماليك الاقتصادية والحربية
موقعة ديو البحرية :
تاريخها : عام 1509م
أطرافها : الاسطول البرتغالى ضد الاسطول المملوكى يساعدة العثمانيين لتدعيم قوته
نتائجها : هزيمة المماليك وتحطم أسطولهم
مرحلة العداء والصدام :
بسبب استيلاء السلطان المملوكي بارسباى في عام 1424م على جزيرة قبرص وتحولت مصر المملوكية إلى ملاذ للفارين من السلاطين العثمانيين وأضفت عليهم الحماية
وقد اتسع الخلاف بينهما أثناء الحرب بين العثمانيين والصفويين ورفض السلطان الغوري الوقوف إلى جانب العثمانيين
وبعد انتصار العثمانيين على الصفويين في موقعة جالديران اتجهوا للدولة المملوكية في مصر والشام وبدأت الحرب بين الطرفين
أسباب الغزو العثماني لمصر
أدرك السلطان العثماني سليم الأول أن الصدام مع الدول الأوربية في ذلك الوقت محفوف بالمخاطر فالتطورات العسكرية والعلمية التي طرأت على الدول الأوربية أوضحت بجلاء مدى تفوق أوربا حضاريا ً وعسكرياً على العثمانيين ومن هنا كان التوجه نحو الشرق لتحقيق السيطرة على المنطقة
بم تفسر : اتجاه العثمانيون نحو الدولة المملوكية فى مصر والشام ؟
(1) رأى السلطان سليم الأول أهمية تأمين حدوده من ناحية المماليك
(2) رغبة السلطان سليم الأول في أن يؤكد الصبغة الدينية لدولته باستيلائه على أراضى الحجاز
(3) رغبة السلطان سليم الأول في توسيع ممتلكاته في الشرق عن طريق الاستيلاء على مصر ( التي تمثل قلب العالم الاسلامى وبالتالي السيطرة على أجزاء مهمة في آسيا وأفريقيا )
(4) من أجل السيطرة التامة على جميع الطرق البحرية والبرية التي كانت تربط بين الشرق والغرب
الغزو العثماني لمصر والشام
مرج دابق (اغسطس عام 1516م ) :
بادر السلطان العثماني سليم الأول بالاستيلاء على إمارة ذي القار المملوكية التي تقع على الحدود بين الدولتين العثمانية والمملوكية فتأكد للسلطان الغوري نية سليم الأول وهى غزو مصر والشام فخرج السلطان الغوري للشام ودارت معركة بين المماليك والعثمانيين عند مرج دابق في أغسطس عام 1516م
نتائج معركة مرج دابق :
(1) هزيمة المماليك (2) دخل السلطان سليم مدينة حلب دون مقاومة تذكر
(3) انهارت كل مقاومة للمماليك في الشام
(4) استولى الجيش العثماني على حلب وحماة وحمص ووصل إلى دمشق
(5) خُطب باسم السلطان سليم الأول على المنابر في الشام ووفد عليه باقي أمراء الشام مقدمين فروض الطاعة والولاء فأمنهم وأبقاهم في مراكزهم
الريدانية ( يناير عام 1517م ) :
تقدم السلطان سليم الأول تجاه مصر حيث يُوجد نائب السلطان المملوكي طومان باى الذي استعد للمواجهة والدفاع عن البلاد غير أن العثمانيين استولوا على غزة وانحرفوا جنوباً حتى التقوا جيوش طومان باى عند الريدانية بصحراء العباسية في يناير عام 1517م
نتائج معركة الريدانية :
(1) هزيمة طومان باى ودخول العثمانيين القاهرة
(2) انتهت دولة المماليك في مصر والشام وصارت مصر ولاية عثمانية عام 1517م
أسباب هزيمة الجيوش المملوكية
(1) التفوق العسكري للجيش العثماني حيث اعتمدت القوة العسكرية العثمانية على أساليب القتال الحربية والأسلحة المتطورة والتي ضمت المشاة والمدفعية وهما سلاحان لعبا دوراً حاسماً في المعركة
(2) التفوق العددي للجيوش العثمانية وانتظامها في تشكيلات منظمة ساهمت في تحقيق النصر للجيش العثماني
(3) تأثر الدولة المملوكية في الفترة الأخيرة بعدم الاستقرار الداخلي والنزاع المستمر على السلطة والتفكك الذي أصاب نظام الحكم في مواجهة الدولة العثمانية المستقرة داخلياً والقوية حربياً
نتائج الغزو العثمانى لمصر
(1) تحولت مصر بعد الغزو العثماني من دولة كبرى شملت أقاليم عديدة إلى مجرد ولاية من ولايات الدولة العثمانية
(2) انتقال خلافة العالم الاسلامى الدينية والسياسية إلى الدولة العثمانية والتي حققها العثمانيون بالقوة العسكرية بعد الانتصارات الحاسمة على الصفويين في جالديران وعلى المماليك في مرج دابق والريدانية وأصبح سليم الأول الحامي الوحيد للحرمين الشريفين ولجميع رعاياه في العالم الإسلامي
سيطرة العثمانيين على العالم العربي من اتجاهين :
الأول آسيوى : فقد أخضعوا شبه الجزيرة العربية وبسطوا نفوذهم على البحر الأحمر والسواحل العربية المطلة على المحيط الهندي والخليج العربي كما قاموا بغزو العراق وضم أراضيه إلى أملاك الدولة العثمانية وحماية الشواطئ العربية المطلة على المحيط الهندي من الخطر البرتغالي
الثانى فى شمال افريقيا : حيث قاموا بغزو برقة وفزان وطرابلس وتونس والجزائر وبسطوا نفوذهم على الساحل الشمالي لأفريقيا ما عدا مراكش وأغلقوا جنوب البحر المتوسط وأمكنهم التصدي للخطر الأوربي في المنطقة
ملامح الحكم العثمانى
خضعت مصر للحكم العثماني ثلاثة(اربع) قرون
كان حكم العثمانيون جامداً راكداً نتج عنه تحول مصر إلى ولاية بعيدة تماماً عن المؤثرات الحضارية الحديثة في أوربا
لجأ العثمانيون إلى الدين واستخدموه لاستمرار فرض سيطرتهم على العالم العربي خاصة أن عقلية العصور الوسطى كانت سائدة في العالم العربي وهى عقلية تعتمد على الحفظ والتلقين والاهتمام بالعلوم الشرعية والفقهية دون العلوم التطبيقية
أُصيب العالم العربي في العصر العثماني بالجدب العلمي وانعدام الاجتهاد في الدين واختفت روح الابتكار في العلم والأدب وسيطر على الفكر في ذلك العصر حالة من الجمود والتقليد والمحاكاة دون إعمال العقل أو الفكر
أولاً : مظاهر الحكم العثماني في مصر
* لم يمس العثمانيون نظم الحكم القائمة إلا من حيث إيجاد هيئات تشترك معاً في شئون الحكم على النحو التالي
هيئات الحكم العثماني
1) الوالي ( الباشا ) :
هو نائب السلطان العثماني في مصر ورئيس السلطة التنفيذية بها وكان مقره القلعة
هو ممثل السلطان العثماني و كانت مدة حكم الوالي بين سنة و ثلاث سنوات
مهامه :
إرسال الجزية المقررة إلى السلطان – قيادة الجند في الحروب
لاحظ أن : لم يكن الوالي مطلق التصرف في المسائل المهمة بل كان عليه أن يحيلها على ديوان القاهرة
2) الديوان ( ديوان القاهرة ) :
يتكون من كبار ضباط الحامية العثمانية والموظفين والعلماء والأعيان
له سلطة مراقبة الوالي ولا يستطيع الوالى أن يبت في أمر إلا بموافقة أعضاء الديوان
3) الحامية العثمانية :
تألفت من عدة فرق عسكرية موزعة بين القاهرة والمدن الكبرى وكانت تقوم بحفظ النظام والدفاع عن الولاية
4) إدارة الأقاليم ( المماليك ) :
أبقى العثمانيون لأمراء المماليك مهمة إدارة الأقاليم وحفظ التوازن بين الوالي ورؤساء الحامية وذلك لخبرتهم الطويلة في تنظيم شئون البلاد .
كان منهم ( السناجق ) والكشاف ويشرفون على الأمن العام
كان زعيم المماليك يقيم في القلعة ويسمى ( شيخ البلد )
من المماليك الذين ظهروا فى العهد العثمانى ( على بك الكبير – محمد بك أبو الدهب – ابراهيم بك – مراد بك – عثمان البرديسى )
ثانيا : الحالة الاقتصادية
الزراعة :
كانت الأرض ملكاً للدولة ممثلة في السلطان وتُزرع عن طريق تكليف الفلاحين بذلك فيما عُرف بحق الانتفاع
أُثقل الفلاح بالضرائب المفروضة على الأراضي كما عانى من التلاعب بالموازيين والمكاييل وشدة تعسف وظلم الملتزمين في جمعهم للضرائب المفروضة على الأراضي الزراعية
بم تفسر : تدهور الزراعة ؟
بسبب عدم اهتمام الطبقة الحاكمة بتنظيم الري أو إقامة السدود وحفر الترع
ما نتائج تدهور الزراعة ؟
انتشار المجاعات والأوبئة وانخفاض ناتج المحاصيل الزراعية وتدهور أحوال المجتمع الريفي بوجه عام
الصناعة :
تدهورت الصناعة بسبب التدهور الزراعي الذي أدى إلى انقراض واضمحلال العديد من أنواع الصناعات مثل صناعات بناء السفن والمنسوجات الفاخرة
كما اقتصرت الصناعة على بعض الصناعات اليدوية البسيطة الضرورية للاستهلاك المحلى مثل صناعة الغزل والنسيج والفخار و الحصير ومواد البناء والسكر وكانت جميعها رديئة
ساعد على زيادة التخلف ارسال السلطان سليم الأول الصناع المهرة إلى عاصمة الدولة العثمانية مع بداية الغزو العثماني لمصر
التجارة :
أولاً : التجارة الداخلية
بم تفسر..تدهور التجارة الداخلية؟
(1) تدهور الزراعة والصناعة (2) افتقاد الأمن (3) عدم الاهتمام بطرق التجارة البرية
(4) الاغارات المتلاحقة لبدو الصحراء
لذلك لم تنمو التجارة الداخلية وعاش كثير من المناطق في عزلة وشبه اكتفاء ذاتي كانت التجارة بين الوجهين البحري و القبلي تتم عن طريق نهر النيل كما انخفضت القدرة الشرائية لدى المجتمع المصري
ثانيا : التجارة الخارجية
بم تفسر: تدهور التجارة الخارجية ؟
(1) الاكتشافات الجغرافية وتحطيم الأسطول المصري عام 1509 م
(2) منح الدولة العثمانية الامتيازات الأجنبية للدول الأوروبية وما صاحب ذلك من امتيازات جمركية وقضائية
ساعد ذلك على سيطرة التجارالاجانب على أمور التجارة في مصر
ثالثا : الحالة الاجتماعية
كان المجتمع المصري أبان الحكم العثماني ينقسم إلى طبقتين(الحكام – المحكومين)
(1) طبقة الحكام
كانت لها كافة السلطات وتركزت في أيدي قلة ارستقراطية من الأتراك و المماليك
وتمثل مكان الصدارة في الإدارة والجيش وشئون الحكم وينصب اهتمامهم في جمع الثروة من حصيلة أملاكهم منشغلين بالسياسة وصراع السلطة
(2) طبقة المحكومين
- تنقسم إلى طبقة وسطى محدودة من المشايخ وعلماء وكبار التجار والحرفيين
طبقة دنيا وهم الأكثرية من الفلاحون وصغار الحرفيين وعامة الناس
- وقد عانت هذه الطبقة الفقر والظلم وانتشار المجاعات وتفشى الأوبئة والأمراض والبطالة والتشرد
رابعا : الحالة الفكرية والثقافية
اتسمت الحياة الفكرية والثقافية خلال فترة الحكم العثماني بالجمود والتخلف حتى مجئ الحملة الفرنسية 1798 م
بلغ هذا الجمود والتخلف مداه في أواخر القرن الثامن عشر واهتزت مكانة الأزهر العلمية حيث اقتصر التعليم فيه على دروس الفقه و التشريع
لم يعد هناك اهتمام بالعلوم العقلية أو الرياضية أو الطبيعية وتدهورت الحياة الأدبية انتشرت ظاهرة الدجل والشعوذة والخرافات وشاع الجهل نتيجة العزلة التي فرضها العثمانيون على البلاد
حركة على بك الكبير
حمل نظام الحكم العثماني في ثناياه عوامل ضعفه بسبب :
1) قصر مدة حكم الوالي 2) زيادة سلطة الديوان والحامية العسكرية
3) ضعف الدولة العثمانية أواخر القرن 17
4) تطلع البكوات المماليك للإنفراد بالحكم في البلاد ومن أبرزهم على بك الكبير
انفراد على بك الكبير بالحكم :
استطاع التخلص من منافسيه الأقوياء من المماليك حتى صار الحاكم الفعلي لمصر عام 1769 م ، وطلب من المشايخ الدعوة له في المساجد
ما نتائج حركة على بك الكبير (( ما أعمال على بك الكبير )) ؟
(1) تلقب بسلطان مصر وانفرد بحكم البلاد دون منافس
(2) كان على بك الكبير طموحاً وتحالف مع الشيخ ظاهر العمر حاكم جنوب الشام
(3) قام بإخضاع الحجاز لنفوذه
(4) أرسل نائبه (( محمد بك أبو الذهب)) لغزو الشام فدخل دمشق ألا أنه انحاز للسلطان العثماني واتفق معه ضد على بك الكبير
بم تفسر : فشل حركة على بك الكبير ؟
ـ لان محمد بك أبو الذهب انحاز للسلطان العثماني واتفق معه ضد على بك الكبير
ما نتائج : فشل حركة على بك الكبير ؟
(1) عادت مصر ولاية عثمانية تحت حماية شيخ البلد محمد بك أبو الذهب
(2) شهدت الفترة التي تلت حكم محمد بك أبو الذهب صراعات متواصلة بين المماليك أنفسهم
مما أدى إلى : 1) تدهور اقتصاد مصر 2) تقلص التجارة الخارجية
الدرس الثاني : الحملة الفرنسية
( 1798 م – 1801 م )
مقدمات الحملة
تعد الحملة الفرنسية على مصر والشام ( 1798 - 1801 ) جزءا من التنافس الاستعماري بين انجلترا وفرنسا على المستعمرات ، وقد بدأ هذا التنافس في القرن السابع عشر الميلادي ، واستمر طوال القرن الثامن عشر ، حتى أرسل القنصل الفرنسي في مصر تقارير ، يحث فيها حكومة الثورة الفرنسية على إرسال حملة عسكرية لإنقاذ التجارة الفرنسية وتامين تجار فرنسا في المنطقة من خطر المماليك .
لاحظ أن كانت مصر عندما جاءت الحملة الفرنسية تحت حكم المماليك بزعامة [ مراد بك / إبراهيم بك ]
بم تفسر مجئ الحملة الفرنسية الى مصر ؟
اسباب الحملة الفرنسية على مصر :
1ـ موقع مصر الاستراتيجي على الطريق بين الشرق والغرب
2ـ تعويض فرنسا عن فقدان مستعمراتها في الهند وكندا
3ـ استغلال موارد مصر المادية والبشرية
4ـ قطع الطريق بين انجلترا ومستعمراتها في الهند
الحملة الفرنسية على مصر
أعد نابليون بونابرت جيشا سرا ، واصطحب معه مجموعة من العلماء في مختلف العلوم والفنون
بم تفسر اصطحاب نابليون العلماء معه في حملته على مصر ؟
لدراسة أحوال مصر من جميع النواحي ، وكيفية استغلال مواردها
حمل معه مطبعه عربية وأخرى فرنسية لطبع المنشورات للأهالي .
فوجئ المماليك في أوائل يوليه 1798م بوصول الحملة قرب مدينة الإسكندرية بعد إبحارها من ميناء طولون سرا ، واستيلائها على جزيرة مالطة , وعند وصولها إلى جزيرة كريت اصدر نابليون أوامره بان تتجه الحملة نحو مصر .
كانت قوة المماليك قد استنزفت في النزاعات الداخلية فيما بينهم ، فلم يوجهوا اهتماماتهم إلى تحصين حدود البلاد لمواجهة أية أخطار محتمله .
قبل أن تصل قوات المماليك من القاهرة بقيادة مراد بك لملاقاة الفرنسيين ، كان أهالي الإسكندرية بزعامة السيد محمد كريم حاكم المدينة قد واجهوا قوات الغزو ، ولهذا اعتقلته القوات الفرنسية ثم اعدم رميا بالرصاص في 6 سبتمبر 1798م .
واصلت القوات الفرنسية زحفها في طريقها الى العاصمة ، فالتقت بقوات مراد بك بالقرب من شبراخيت في البحيرة
موقعة شبراخيت
تاريخها : ( 13 يوليو 1789م )
أطرافها : الفرنسيين يقودهم نابليون ضد المماليك بقيادة مراد بك وابراهيم بك
نتائحها : انهزم مراد بك وتقهقر جنوبا للدفاع عن القاهرة .
موقعة امبابة
تاريخها : ( يوليو 1789م )
أطرافها : الفرنسيين يقودهم نابليون ضد المماليك بقيادة مراد بك
نتائحها : انهزم المماليك وفر مراد بك إلى الصعيد , وهرب إبراهيم بك ومعه الوالي العثماني الى الشام
بم تفسر : هزيمة المماليك امام الحملة الفرنسية فى شبراخيت وامبابة ؟
بسبب اعتماد المماليك على الفروسية بينما كان الفرنسيون يستخدمون المدافع والمعدات الحديثة
دخول القاهرة :
دخل نابليون بونابرت القاهرة في 24 يوليه 1798 م ، بعد ان امن العلماء والمشايخ في الجامع الازهر على الارواح والاموال .
موقعة ابي قير البحرية :
تاريخها : اعسطس 1798م
أطرافها : الاسطول الانجليزي بقيادة نلسون ضد اسطول الحملة الفرنسية
نتائجها :
تحطيم الأسطول الفرنسى وإغراقه
قضى على امال فرنسا في السيطرة على سواحل البحر المتوسط
حرمت الحملة في مصر من امدادات فرنسا لها
شعر الجنود الفرنسيون بانهم محاصرون داخل مصر
بدأ نابليون بونابرت يفكر جديا في استغلال موارد مصر وفرض الضرائب على المصريين
حصار الاسطول البريطاني للشواطئ المصرية الشمالية
ساهم تحطيم الاسطول الفرنسي في موقعة ابي قير البحرية في حصار الاسطول البريطاني لشواطئ مصر الشمالية ( ما النتائج المترتبة على ذلك )
ادي ذلك الى توقف حركة التجارة الخارجية وتشجيع الباب العالي ( السلطان العثماني ) للتحالف مع بريطانيا لاخراج الفرنسيين من مصر .
مقاومة الشعب المصري للاحتلال الفرنسي :
مقاومة ابناء الصعيد
فشلت القوات الفرنسية في اخضاع اهالي الصعيد الذين اتبعو حرب المناوشات والمعارك المتفرقة ، والتي انهكت قوة الفرنسيين نظرا لطول الوادي
استمرت مقاومة ابناء الصعيد طوال فترة الاحتلال الفرنسي لمصر من مدينة الجيزة شمالا حتى اسوان جنوبا ، ومن القصير شرقا الى واحات الصحراء الغربية
ادى ذلك الى تعاظم الشعور الوطني ونمو الوعي القومي تجاه الاحتلال الفرنسي .
ثورة القاهرة الاولى ( اكتوبر 1798م )
بم تفسر قيام ثورة القاهرة الاولى ؟
1- فرض نابليون بونابرت ضرائب فادحة وخاصة على التجار ، بسبب تحطيم الاسطول الفرنسي في موقعة ابي قير البحرية
2- قيام قوات الاحتلال الفرنسي بتفتيش البيوت واقتحام الحوانيت بحثا عن الاموال 3- هدم ابواب الحارات والدروب لمطاردة عناصر المقاومة
4- هدم كثير من المباني والاثار والمساجد بحجة تحصين القاهرة .
احداث الثورة :
اصبح الازهر الشريف مقر لقيادة الثورة وتنظيم حركة الجهاد ضد قوات الاحتلال باسلحتهم وازدادت شدة المقاومة وامتدت الثورة الى الاقاليم المجاورة
قتل حاكم مدينة القاهرة الفرنسي ، واستخدمت قوات الاحتلال الفرنسية سياسة القمع والارهاب لاخماد الثورة ، ودخلو الجامع الازهر بخيولهم مما اثار الشعور الديني لدى المصريين
ما النتائج المترتبة على ثورة القاهرة الاولى ؟
اعدم الفرنسيون الكثير من الاهالي والثوار
فرضت الغرامات المالية على التجار والعلماء
شرعت القوات الفرنسية في تحصين مدينة القاهرة
جلاء الحملة الفرنسية
تحالفت الدولة العثمانية مع انجلترا وروسيا للاشتراك معا في اخراج الفرنسيين ، بالقوة العسكرية وتحقيقا لذلك اعدت حملة بحرية في جزيرة رودس لغزو مصر من الشمال ، وحملة برية لغزو مصر من الشرق .
الحملة الفرنسية على الشام :
أسبابها :
1- رغبة نابليون فى القضاء على الجيش العثمانى قبل وصولة مصر
2- رغبة نابليون السيطرة على موانى الشام وفك الحصار على الشواطىء
تحرك نابليون بونابرت بقواته الى الشام من جهة العريش وذلك في ( مارس 1799م ) ، واستولى في طريقه على العريش وعزة ، وحاصر يافا حصارا شديدا ،
وبعد استيلائه على يافا اعدم جميع افراد حاميتها البالغ عددهم اربعة الاف مقاتل رغم تامينه على ارواحهم ، مرتكبا جريمه بشعه والتي سميت باسم مذبحة يافا البشرية ، مما كان له الاثر الكبير في مقاومة جنود عكا عن مدينتهم بقيادة احمد باشا الجزار بمعاونة الاسطول البريطاني ، وامداده للمدينة بالمؤن والذخائر ، فاضطر نابليون بونابرت للعودة الى مصر
موقعة أبوقير البرية :
وصل الاسطول العثماني عند ابي قير في يوليه 1799م مما ادى الى اشتباك قوات الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت مع قوات الاسطول العثماني وهزيمة القوات العثمانية .
رحيل نابليون :
في تلك الاثناء وصلت رسالة لنابليون توضح المتاعب التي تواجهها فرنسا على اثر قيام حرب تحالفت فيها اوربا ضد فرنسا ، فقرر العودة سرا تاركا امر الحملة لنائبه كليبر في 18 اعسطس 1799م.
كليبر والحملة :
ترك بونابرت مصر والاخطار تهدد الحملة الفرنسية من كل جانب فالجيش في تناقص عددي بسبب المعارك والحروب الداخلية والخارجية ، والدولة العثمانية ارسلت حملة اخرى الى العريش ودمياط ، والمماليك عادوا للمقاومة ، وتجددت ثورات المصريين في الشرقية وامتدت الى وسط الدلتا وغربها
مما ادى الى ادراك كليبر لاستحالة بقاء القوات الفرنسية في مصر فقرر ان يتفاوض مع الدولة العثمانية على الخروج بجنوده الى فرنسا على نفقة الدولة العثمانية ، وفيما عرف باسم معاهدة العريش
رفضت الحكومة البريطانية الاتفاق ، وطلبت استسلام الجيش الفرنسى ، فرفض كليبر ، وهاجم القوات العثمانية واعادها متقهقرة الى الشام مرة اخرى .
ثورة القاهرة الثانية ( مارس ، ابريل 1800م )
بم تفسر قيام ثورة القاهرة الثانية ؟
استغلال المصريون خروج كليبر لمطاردة الأتراك بالشام
ضيق الزعماء المصريين بالوجود الفرنسى بعدفشل معاهدة العريش
تدهور الأحوال الاقتصادية بسبب فرض الضرائب
احداث الثورة :
قام المصريون بثورة عارمة بزعامة السيد عمر مكرم نقيب الاشراف ضد قوات الاحتلال الفرنسي ، واقيمت المتاريس وحفرت الخنادق واغلقت ابواب المدينة
نتائجها :
1- نجحت القوات الفرنسية فى اخماد الثورة سريعا
2- دمر الفرنسيون حي بولاق
3- اشتد كليبر في فرض المزيد من الغرامات ومصادرة الاموال .
قتل كليبر في ( 14 يونيه 1800م ) على يد سليمان الحلبي ، احد طلاب الازهر
ميتو و جلاء الحملة
تولى ( مينو ) امر الحملة ، وكان ينوى الاقامة في مصر وتحويلها الى مستعمرة فرنسية كبرى ، وتحقيقا لذك قام بوضع خطة اصلاحية في مجالات الزراعة والصناعة والتجارة والصحة والنظام القضائي .
ارسلت انجلترا اسطولا حربيا الى ابي قير ( فبراير 1801م ) وانضم اليه جيش عثماني ، ولم تستطع القوات الفرنسية المقاومة ، واستسلمت امام القوات الانجليزية العثمانية ، التي دخلت مصر ومعها زعماء المماليك ابراهيم بك والبرديسي والالفي ، وايضا السيد عمر مكرم ، غادرت الحملة الفرنسية مصر في 18 سبتمبر 1801م .
نتائج الحملة الفرنسية
لم تكن الحملة الفرنسية على مصر مجرد حملة عسكرية تقليدية للغزو والاحتلال ، حيث اصطحب نابليون بونابرت مع الحملة مجموعة كبيرة من العلماء في مختلف المجالات ، كما عمل نابليون على تنظيم امور الادارة والحكم في مصر على نحو ما كان في فرنسا بعد الثورة الفرنسية
ولهذا تركت الحملة اثارا بعيده المدى وعميقة الاثر تمثلت فيما يلي :
اولا : نمو الروح القومية :
ايقظت الحملة الفرنسية الروح القومية لدى المصريين ، فقاموا يدافعون عن وطنهم بالمال والسلاح والارواح
وظهر ذلك جليا بعد خروج الحملة الفرنسية من مصر ، حيث تمسك المصريون بحقهم في الحرية وفي تقرير مستقبل بلادهم ، واختيار حاكمهم
ثانيا:الاعمال الكبرى التي قام بها علماء الحملة الفرنسية :
محاولة شق قناة تربط بين البحرين الاحمر والمتوسط ، ولكن لم تنجح الفكرة بسبب خطأ في حسابات مستوى مياه البحرين .
جمع معلوما ضخمة عن مصر في مختلف المجالات ، وتأليف كتاب ( وصف مصر ) ، وهو اول موسوعة حديثة عن مصر ، تناولت كل النواحي الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والفنون المصرية القديمة
العثور على حجر رشيد مما مكن العالم الفرنسي شامبليون من قراءة ومعرفة اللغة المصرية القديمة وما ترتب على ذلك من التعرف على التاريخ المصري القديم ، وكان الضابط الفرنسي ( بوشار ) قد اكتشف حجر رشيد في 19 / يوليو / 1799م .
ثالثا : توجيه انظار الدول الاوربية الى اهمية موقع مصر الجغرافي :
وجهت الحملة انظار الدول الاوربية عامة وانجلترا خاصة لاهمية موقع مصر الجغرافي والاستراتيجي ، فكان حرص بريطانيا على السيطرة عليها ، وقد تحقق لها ذلك باحتلالها مصر عام 1882م .
رابعا : نظم الحكم :
أنشأ نابليون بونابرت الديوان العام ودواوين الاقاليم وديوان القاهرة
وهدفت تلك الدواوين الى تدريب الاعيان والعلماء المصريين على نظام مجالس الشورى من حيث الاستشارة وتلقي الاراء ، فيما يعود على الاهالي بالنفع العام في المجالات المختلفة .
خامسا : الاثار الاقتصادية والاجتماعية :
وضعت بعض المشروعات للاصلاح الاقتصادي في مجالات الزراعة والصناعة والتجارة ، وخاصة في عهد مينو ( مشروع مينو العظيم ) والذي تمثل في :
الزراعة :
كان المشروع يهدف الى تنويع الحاصلات بزراعة العديد من المحاصيل الزراعية والاهتمام بمشاريع الري .
الصناعة :
اقترح مينو انشاء مصانع للنسيج وبعض الصناعات الدقيقة والدباغة وصناعة حروف الطباعة
التجارة :
استطاع مينو ان يفتح اسواقا لمصر في بلاد البحر الاحمر ودارفور في السودان والحبشة وبلاد شمال افريقيا .
الصحة العامة :
تم انشاء المحاجر الصحية في القاهرة والعديد من المدن الاخرى .
الوحدة الثالثة : الغزو العثمانى لمصر ومقاومة الاحتلال
الدرس الثالث : محمد على واليا على مصر
أحوال مصر بعد خروج الحملة :
واجهت مصر فترة عصيبة من الفوضى والاضطرابات والصراعات بين الفرق السياسية عقب خروج الحملة الفرنسية من مصر
تعدد الولاة فى فترة وجيزة حتى برزت شخصية محمد على
انضم محمد على الى العلماء والمشايخ بمصر واختلط بالأهالي وتعهد للعلماء ببذل قصارى جهده لرفع المظالم عن الناس واحترام جنوده الألبان للمصريين فاختاره زعماء الشعب من العلماء وشيوخ الطوائف واليا على مصر فى ( 13 مايو 1805 )
شخصية محمد على :
ولد محمد على باشا 1769 في مدينة قولة أحد مواني مقدونيا ببلاد اليونان التي كانت تحت الحكم العثماني
بدأ فى ممارسة حرفة التجارة التي أكسبته خبرة التعامل مع الناس
التحق بالجيش العثماني وقدم إلى مصر ضابطا شابا مع القوات العثمانية لمحاربة الفرنسيين وأظهر كفاءة فى القتال وأصبح قائد للجند الألبان في مصر
أحوال مصر قبل تولية محمد على :
شهدت مصر منذ خروج الفرنسيين عام 1801م وحتى تولية محمد على الحكم فى مايو عام 1805م فترة من الاضطراب والفوضى والصراع على السلطة على النحو التالى :
1) المماليك :
القوة الأكثر رغبة فى الاستئثار بالنفوذ والسلطة فى مصر وأنهم أكثر القوى المتصارعة اتصالا بالمصريين وبطرق حكمهم إلا ان المماليك فشلوا فى السيطرة على مصر لانقسام صفوفهم وعد اتفاقهم فكان هناك حزب من المماليك يرى التعاون مع بريطانيا وحزب أخر يرى الاستنجاد بفرنسا
2) الدولة العثمانية :
القوة الثانية التى رغبت فى الاستئثار بالسيطرة على مصر حيث تطلع السلطان العثمانى إلى إعادة بسط حكمه ونفوذه على مصر ولهذا عزم على محاربة المماليك والقضاء عليهم
3) بريطانيا :
القوة الثالثة التى كانت تطمع فى بسط نفوذها على مصر وتحتل بعض المواقع المهمة على شواطئ البحر المتوسط والبحر الأحمر لتأمين طريق مواصلاتها الى الهند فتمثلت فى بريطانيا وقد بقيت القوات البريطانية بعد ان شاركت الدولة العثمانية فى إخراج الفرنسيين مرابطة فى مصر حتى عقد صلح ( اميان فى 25 مارس 1802م ) بين بريطانيا وفرنسا وبمقتضاة تم سحب القوات البريطانية من مصر فى مارس 1803 ومع ذلك استمرت رغبة بريطانيا فى العمل على الاحتفاظ بنفوذها فى مصر حتى تضمن سلامة مصالحها التجارية مع الشرق الاقصى عبر مصر
تولية محمد على حكم مصر :
بدات الدولة العثمانية تستعيد حكم البلاد غير أن الولاة عجزوا عن دفع رواتب الجنود المتأخرة وقاموا بفرض الضرائب والإتاوات على الاهالى مما أثار السخط العام وقيام انتفاضات وثورات ضد هؤلاء الولاة مثل الثورة التى قام بها الشعب المصري فى 8 مارس 1804م
خشي محمد على أن تصيب الثورة جنوده فقام بالانضمام الى العلماء والمشايخ واختلط الاهالى الساخطين وتعهد للعلماء بأن يبذل قصارى جهده لرفع الضرائب عن الناس وبهذه السياسة كسب محمد على عطف الشعب وثقة الزعماء وبدأ الناس ينظرون إليه كرجل عادل يكره الظلم
فى الثالث عشر من مايو عام 1805م اجتمع زعماء الشعب من العلماء ونقباء الطوائف بدار المحكمة ( بيت القاضي ) وقرروا عزل خورشيد باشا ( الوالي العثماني آنذاك ) وتعيين محمد على بدلا منه واخذوا عليه العهود والمواثيق أن يسير بالعدل ولا يبرم امرأ إلا بمشورتهم
فى التاسع من يوليه 1805م أصدر السلطان العثماني فرمانا تضمن عزل خورشيد وتثبيت محمد على واليا على حكم مصر
توطيد سيادة محمد على :
قبل ان يتفرغ محمد على لبناء الدولة الحديثة كان عليه أن يطمئن لاستقرار الحكم فى يده ومواجهة العديد من المشكلات التى اعترضت طريقه
المشكلات التى واجهت محمد على فى بداية حكمه
1) محاولة نقل محمد على من مصر :
لم ترضخ بريطانيا بسهولة بعد تولية محمد على إذ كانت تسعى لتولية محمد بك الالفى ( المملوكي ) لكي تطمئن على مصالحها الاقتصادية فى المنطقة فحاولت إقناع السلطان العثماني بعزل محمد وإسناد الولاية إلى محمد بك الالفى أو اى والى عثماني أخر
استجاب السلطان لبريطانيا وأرسل أسطولا يحمل فرمانا بنقل محمد على واليا على ( سالونيك ) فى مقدونيا مع تسليم السلطة دون معارضة أو مقاومة الى وال عثماني جاء مع الأسطول ( يولية 1806م )
لكن الزعامة الشعبية المصرية وقفت بجانب محمد على فرضخ السلطان العثماني وتخلى عن فكرة عزل محمد على من ولاية مصر مع تثبيته عليها
2) حملة فريزر مارس عام 1807 م :
انتهزت بريطانيا فرصة تدهور علاقتها مع السلطان العثماني وأرسلت حملة عسكرية في مارس 1807م لاحتلال مصر وخلع محمد على وتثبيت تابعها محمد بك الالفى المملوكي
نزلت الحملة الى الإسكندرية ومنها الى رشيد وكان محمد الالفى قد مات قبل وصول الحملة بشهرين ولم تكن بريطانيا تعلم ذلك كما كان محمد على فى الصعيد يطارد المماليك فوقع عبء النضال والمقاومة على المصريين أمام القوات البريطانية فى رشيد والحماد مما أدى الى تقهقر القوات البريطانية الى الإسكندرية للاحتماء بها
وفى تلك الأثناء عاد محمد على من الصعيد واتجه لإخراج القوات البريطانية منها وحاصر المدينة مما اضطر قائد الحملة البريطانية ( فريزر ) الى طلب الصلح والجلاء مقابل الإفراج عن الأسرى ووافق محمد على ودخل الإسكندرية منتصرا
3) القضاء على الزعامة الشعبية :
أدرك محمد على قوة الزعامة الشعبية ممثلة فى السيد عمر مكرم ودورها فى توليته الحكم والقيود التى فرضتها علية عند قبول الولاية
رأى محمد على ضرورة ان ينفرد بالحكم دون وصاية أو رقابة شعبية واخذ يترقب الوقت المناسب للتخلص من السيد عمر مكرم وقد ساعده فى تحقيق ذلك انقسام القيادات الشعبية فيما بينها حول تقدير عمر مكرم ومكانته بين الناس حيث اخذ منافسوه يدسون له عند محمد على
انتهز محمد على الفرصة واقدم على خلع عمر مكرم من نقابة الأشراف وإبعاده الى دمياط ( 1809م ) وبعدها خارج البلاد
4) المماليك :
كان المماليك فى مصر أحد عناصر الفساد ومصدر القلق والفوضى لذلك حرص محمد على منذ البداية على حرمانهم من تولى المناصب الرفيعة فى الدولة مثل مشيخة البلد
ثم بدأ يطاردهم وتخلص منهم نهائيا بتدبير مذبحة القلعة الشهيرة لهم فى مارس 1811م
وبذلك تمكن محمد على من الانفراد بحكم البلاد والتي أرادها ببعد نظره وطموحه فى مصاف الدول الأوروبية الحديثة
الدرس الرابع : محمد على وبناء مصر الحديثة
أدرك محمد على أن نهضة مصر لن تتحقق إلا من خلال بناء دولة قوية تأخذ بأساليب المدنية الحديثة فى الغرب ولذلك بادر بإجراء اصلاحات شملت كل جوانب الحياة المختلفة كما اتجة الى بناء قوة عسكرية ذاتية نظامية بديلا عن الفرق العسكرية غير النظامية تساعدة فى تحقيق طموحاته الهادفة الى بناء دولة حديثة مثل الدول المتقدمة فى تلك الفترة
مظاهر بناء الدولة الحديثة فى عصر محمد على :
أولا : البناء الاقتصادى :
استخدم محمد على سياسة الاحتكار فى تنظيم الاقتصاد المصرى فى الزراعة والصناعة والتجارة
الاحتكار : يقصد به ان تقوم الحكومة ممثلة فى محمد على بتحديد نوع الغلات التى تـزرع ونوع المصنوعات التى تنتج وتحديد أثمان شرائها من المنتجين وأثمان بيعها فى السوق وبهذا الأسلوب يضمن محمد على الدخول فى سوق التجارة الدولية منافسا لغيره من الدول
ما الفرق بين الاحتكار فى عهد محمد على والاحتكار حاليا ؟
الاحتكار فى عهد محمد على : هو تدخل الدولة فى كل المجالات الاقتصادية من الزراعة والصناعة والتجارة وبالتالي غياب روح الابتكار والإبداع للفرد
الاحتكار حاليا : هو ترك السوق وفقا لسياسة العرض والطلب مع التدخل المباشر للدولة وقت الضرورة لضبط الأسعار للسلع والمنتجات الضرورية
مجالات البناء الاقتصادي :
1) الزراعة :
قام محمد على بإلغاء نظام الالتزام وتوزيع الأرض على الفلاحين ، كما اتبع سياسة زراعية تهدف الى توفير أكبر قدر من الدخل من الإنتاج الزراعى بوسائل متعددة أهمها :
1ـ إستخدام أساليب زراعية حديثة بهدف زيادة الإنتاج الزراعى
2ـ الاهتمام بالتعليم الزراعى واستخدام الخبراء الزراعيين من الخارج وإنشاء مدرسة زراعية لهذا الغرض
3ـ تحسين طرق الرى وإنشاء العديد من القناطر على النيل أهمها القناطر الخيرية وأدى ذلك إلى تحويل أراضى الوجه البحري الى نظام الرى المستديم بدلا من رى الحياض
4ـ إدخال أنواع جديدة من الغلات الزراعية مثل أشجار التوت لتربية دود القز ونبات النيلة الهندية ، وتحسين زراعة القطن حتى بدأت مصر فى تصديره منذ عام 1827م
5ـ تزويد الفلاحين بكل ما يلزم الزراعة من بذور ومواشي وأدوات زراعية
6ـ إلزام الفلاحين بزراعة كل ما تقرره الحكومة من الحاصلات الزراعية
2) الصناعة :
قامت الحكومة فى عصر محمد على بمهمة توجية الإنتاج الصناعى وتوزيعه عن طريق :
1ـ إمداد الصناع بالمواد الخام اللازمة للصناعة
2ـ شراء المنتجات الصناعية
3ـ تطوير وتحديث الإنتاج الصناعى بالإجراءات التالية :
ـ إقامة المصانع الحكومية وذلك لتوفير الصناعات المطلوبة
ـ الاستعانة بالخبرات الأجنبية فى مختلف الصناعات
ـ جمع الصبية للعمل فى مصانع الدولة بأجور رمزية فأصبحت بمثابة مدارس صناعية
ـ إرسال بعثات للخارج لدراسة فنون الصناعة المختلفة وترجمة الكتب الخاصة بها
من اهم المصانع التي أنشأها محمد على مصانع الأسلحة والمدافع والبارود والغزل والنسيج والورق والصابون والسكر
3) التجارة :
أسباب نشاط التجارة الداخلية والخارجية فى عهد محمد على :
1ـ موقع مصر المتميز ووفرة المواد الخام
2ـ اهتمام محمد على بتأمين طرق التجارة البرية والبحرية
3ـ حفر الترع والاهتمام بالمواني المصرية
مظاهر تطبيق الاحتكار فى التجارة :
1ـ تسويق جميع الحاصلات الزراعية بعد شرائها وجمعها فى مخازن الدولة
2ـ البيع للتجار الأجانب في مصر 3ـ البيع فى الخارج لحساب الحكومة المصرية
4ـ احتكار تجارة الواردات
4) النقل والمواصلات :
اهتم محمد على بتمهيد الطرق البرية وبناء أسطول فى البحرين الأحمر والمتوسط وإصلاح الموانئ وخاصة ميناء الإسكندرية وتطهير البحر الأحمر من القرصنة
ثانيا : الأحوال الاجتماعية :
أثرت سياسة محمد على الاقتصادية فى تشكيل وبناء القوى الاجتماعية فى مصر حيث اختفت قوى كانت بارزة فى العهد العثمانى وظهرت قوى جديدة
تتلخص الأوضاع الاجتماعية فيما يلى :
طبقات اختفت طبقات ظهرت
(1) المماليك : انتهى نفوذهم وحل محلهم أسرة محمد على وبعض العناصر التركية ممن سيطروا على الادارة
(2) علماء الأزهر والقيادات الشعبية
(3) طبقة التجار : تدهورت لاحتكار الحكومة للتجارة الداخلية والخارجية فأختفت الشخصيات التجارية الكبيرة وحل محلها التجار الأجانب ووكلاؤهم (1) طبقة الأعيان ( كبار ملاك الأراضي الزراعية )
(2) متوسطي الملاك : ازدادت قوتهم وتميزهم فى المجتمع منذ القرن التاسع عشر بتوسيع حقوق الملكية
(3) طبقة عمال الصناعة : ظهرت فى المصانع الكبرى للدولة مع استمرار طوائف الحرف للصناعات الصغيرة كوسطاء للحكومة
(4) ظهور طبقة البدو : ظهر البدو كقوة اجتماعية مستقرة بعد منح زعمائهم أراضى واسعة لتوطينهم وتدريجيا دخل البدو فى الحياة المدنية
ثالثا : التعليم والثقافة :
اهتم محمد على بالتعليم لحاجته إلى :
1- موظفين لسد حاجة المصالح الحكومية
2- فنيين ومتخصصين فى مختلف الفروع خاصة لسد حاجة الجيش والأسطول
جهود محمد على فى التعليم :
1- إنشاء المدارس الحديثة ( المدارس الحربية المختلفة ومدارس الطب البشرى والبيطري والصيدلة والزراعة والمهندسخانة )
2- انشاء المدارس الابتدائية والتجهيزية لإعداد التلاميذ للالتحاق بالمدارس العالية
3- ارسال البعوث العلمية إلى أوربا ( من بين شخصياتها العلمية الهامة والمؤثرة فى الحياة الثقافية والاجتماعية رفاعة رافع الطهطاوي وعلى باشا مبارك اللذان أسهما فى استمرار النهضة التعليمية بعد عودتهم من أوربا
4- الاستعانة ببعض الأساتذة الأجانب للتدريس فى المدارس العليا والمساهمة فى الترجمة من اللغات الأوربية غلى اللغة العربية ومنهم ( كلوت بك )
5- انشاء المطبعة الأميرية ببولاق لطبع الكتب اللازمة للمدارس بالإضافة إلى الكتب الأدبية والفنية واصدار صحيفة الوقائع المصرية
رابعا : بناء القوة العسكرية :
أدرك محمد على أن بناء القوة العسكرية هي الدعامة الأساسية لتحقيق أهدافه وبناء الدولة الحديثة
كانت كافة المشروعات العمرانية والتعليمية بهدف سد حاجة الجيش
فأنشأ المصانع وفتحت المدارس وأقيمت المستشفيات وأرسل البعثات إلى الخارج بهدف بناء القوة العسكرية
مراحل إنشاء الجيش في عهد محمد على :
إعداد الضباط :
1- أنشأ محمد على مدرسة حربية في أسوان لتدريب المصريين على النظام الحديث
2- اسس مدارس عسكرية مثل المشاة والمدفعية والفرسان لتخريج ضباط عسكريين 3- استقدم لهذه المدارس ضباطا ومعلمين ذوى خبرة إدارية من أوروبا كان أشهرهم أحد ضباط نابليون وهو الكولونيل سيف
إعداد الجنود :
1- كانت البداية تجنيد السودانيين ثم اتجه بعد ذلك إلى تجنيد المصريين
2- وقد اثبت المصريين كفاءتهم بالانتظام في التدريب وإطاعة الأوامر العسكرية وفى ميادين القتال الخارجية
الأسطول :
1- اهتم محمد على بتأسيس ترسانة في بولاق ثم في الإسكندرية لصناعة السفن الحربية والتجارية وزودت الترسانة بكافة أنواع الأسلحة
2- كما تم إعداد أماكن لتدريب وتعليم البحارة والجنود على الأعمال البحرية
مصانع الأسلحة والذخيرة :
كيف اهتم محمد على بالتصنيع الحربي ؟
1- أنشأ ترسانة في القلعة لتصنيع الأسلحة والمدافع والبارود
2- أنشأ القلاع والاستحكامات اللازمة للدفاع عن البلاد في الإسكندرية ورشيد ودمياط
خامسا : البناء السياسي للدولة الحديثة في مصر :
كانت الإدارة المصرية قد وصلت إلى درجة من التدهور عندما تولى محمد على الحكم فبدأ في إعادة تنظيم الإدارة بما يكفل له السيطرة الكاملة على شئون البلاد وذلك وفقا للإجراءات التالية :
1- تقسيم مصر إلى سبع مديريات ويتبع كل مديرية عدد من المراكز وهذه تنقسم إلى عدة أقسام والأقسام تضم عدة قرى وعلى رأس هذا النظام الإداري الحكومة المركزية في القاهرة ومنها وحدها تصدر جميع الأوامر الواجبة التنفيذ
2- إنشاء عدة مجالس ودواوين لتعاونه في تسيير دفة الأمور في البلاد ومنها :
الديوان العالي :
مهمته البحث في شئون البلاد الداخلية
مجلس المشورة :
- وقد أقامه محمد على في عام 1829 ويتألف من كبار موظفي الحكومة والأعيان والعلماء
- كان أشبة بجمعية عمومية نيابة عن الأمة
- يجتمع مرة واحدة في السنة لإبداء الرأي في مسائل الإدارة والتعليم والإشغال العامة
- وفى عام 1837 صدرت لائحة جديدة بموجبها أعيد تنظيم الإدارة إلى سبع دواوين ( وزارات ) وحددت اختصاصاتها وهى : الديوان الخديوي وديوان الإيرادات وديوان الجهادية وديوان البحر للأسطول وديوان المدارس وديوان التجارة وديوان الفابريقات ( الصناعة )
السياسة الخارجية
- سعى محمد على إلى الانفصال عن الدولة العثمانية والاستقلال بمصر
- مرت العلاقة بينه وبين السلطان العثماني بمرحلتين :
- 1- مرحلة الاتفاق 2- مرحلة الاختلاف والمواجهة بينهما
حروب محمد على :
- تنقسم هذه الحروب إلى مرحلتين :
- أولا : حروب بناء على طلب السلطان العثماني ( فى الجزيرة العربية واليونان )
- ثانيا : حروب تمت بإرادة محمد على فى السودان والشام
1- حروب محمد على في شبة الجزيرة العربية ( بأوامر من السلطان )
تعرف بالحروب الوهابية
تاريخها : ( 1811ـ 1819 م )
أسبابها : هدفت إلى القضاء على الدعوة الوهابية التي تنسب إلى محمد بن عبد الوهاب من آل سعود وذلك لتهديدهم نفوذ الدولة العثمانية في شبة الجزيرة العربية
نتائجها : انتهت بالسيطرة على الجزيرة العربية
2ـ ضم السودان ( مشروع محمد على )
أسبابها : كان ذلك لأسباب سياسية واقتصادية وعسكرية
تاريخها : خلال عامي (1820 و1822 م )
نتائجها : 1- أدى إلى امتداد النفوذ المصري إلى جنوب السودان
2- إنشاء العاصمة الخرطوم
3- اكتشاف منابع النيل والوصول إلى أواسط إفريقيا في عصر إسماعيل
3- حروب اليونان :
تاريخها : ( 1822 ـ 1828 م )
أسبابها : هدفت إلى القضاء على ثوار المورة والذين طالبوا بالاستقلال عن الدولة العثمانية
نتائجها : 1- انتهت بهزيمة الجيش المصرى
2- تحطيم الأسطول المصري في موقعة نفارين ( 1827م) بعد وقوف
القوى الأوروبية بجانب ثوار المورة
3- ضم جزيرة كريت لولاية مصر
4- علو مكانة مصر دوليا حيث تفاوضت الدول الأوروبية مع محمد على مباشرة للتوصل إلى اتفاقية لإنهاء الحرب ( 1828م) مما ساعد على نمو فكرة الانفصال عن الدولة العثمانية وتحقيق الاستقلال لمصر
4- حروب الشام الأولى والثانية :
تاريخها : (1831ـ 1838م )
أسبابها : 1- توتر العلاقات بين محمد على السلطان العثماني
2- تفاوض محمد على مع القوى الأوروبية لتأمين انسحاب الجيش
المصري من المورة
3- تصميم محمد على على الانفصال والاستقلال بمصر فكانت المواجهات
بينه وبين السلطان العثماني
نتائجها : 1- صلت القوات المصرية إلى الشام واعالى الفرات
2- امتد النفوذ المصري في بلاد الشام
تدخل الدول الأوروبية :
- أثارت انتصارات محمد على وتهديده للسلطان العثماني الدول الأوروبية خشية ازدياد نفوذ محمد على وقوته وما تمثله من خطر على التوازن الدولي
- لذا تدخلت الدول الأوروبية في المفاوضات مع السلطان العثماني لفرض ما تراه من شروط على محمد على التي انتهت بمعاهدة لندن الدولية عام (1840م ) والتي اضطر محمد على إلى قبول شروطها
شروط معاهدة لندن 1840م :
1- إعادة بلاد الشام والجزيرة العربية إلى السلطان العثمانى
2- تثبيت محمد على في حكم مصر وإعلان خضوعه للسلطان العثماني
فرمان يونيو 1841م :
فى يونيو 1841م أصدر السلطان العثمانى فرمانا يقضى بحق وراثة مصر لأكبر أبناء محمد على الذكور سنا
ثم اصدر السلطان العثماني فرمانا أخر بولايته على السودان في نفس العام
الوحدة الثالثة: مصر والزحف الاستعمارى ومحاولات التحرر الوطنى
الدرس الأول: خلفاء محمد على وازدياد النفوذ الأجنبى
محمد على باشا (1805-1848)
******************************************
إبراهيم باشا عباس الأول1048 : 1854 محمد سعيد1854 : 1863
الخديوى إسماعيل1863 : 1879 الخديوى محمد توفيق1879 : 1892
أولاً: عصر عباس باشا الأول (1848 : 1854)م
* -تولى عباس باشا الأول حكم مصر فى 24 نوفمبر 1848م.
مساوئ عصر عباس
التعليم والثقافة -فى عصره توقفت حركة النهضة العلمية التى ظهرت فى عصر محمد على.
-أغلقت المدارس الابتدائية والتجهيزية ولم يبق من المدارس سوى المهندس خانة والطب.
-أغلقت صحيفة الوقائع المصرية.
-أهملت حركة التأليف والترجمة واستبعد أغلب الأساتذة الأجانب وخاصة الفرنسيين منهم.
الاقتصاد أغلقت معظم المصانع التى أنشأها محمد على.
-توقف العمل فى بناء القناطر الخيرية.
الجيش -تم تخفيض حجم الجيش من حيث العدد والأسلحة.
-تعطلت أعمال الترسانة البحرية.
اهم اعماله -إصلاح الطريق بين القاهرة والسويس.
-البدء فى إنشاء أول خط حديدى بين القاهرة والإسكندرية عام 1852م.
ثاني
الوحدة الثالثة
الغزو العثمانى لمصر ومقاومة الاحتلال
الدرس الأول: ( الغزو( الفتح ) العثماني لمصر )
توسعات العثمانيين :
بعد أن أحكم العثمانيين سيطرتهم على الأناضول والبلقان نجحوا فى إقامة إمبراطورية آسيوية أوربية خلال حكمى محمد الفاتح ( 1451م – 1481م ) و بايزيد الثانى ( 1481م – 1512م )
مع بداية القرن السادس عشر الميلادى اتجه سليم الأول ( 1512م – 1520م ) بغزواته نحو الشرق فكان الصدام العسكرى مع الدولة الصفوية فى إيران والدولة المملوكية فى مصر والشام
أولا : دولة المماليك :
قامت في مصر والشام والحجاز وساحل افريقيا الشرقى المطل على البحر الأحمر
أسباب التدهور الاقتصادى والأزمات المالية لدولة المماليك :
1- اكتشاف البرتغاليين طريق رأس الرجاء الصالح ( عام 1498م ) وتحول تجارة الشرق فى ايديهم
2- اضطراب الأمن
3- التنافس المستمر بين المماليك
4- كثرة الفتن والثورات الداخلية
أدى الانهيار الاقتصادى إلى ضعف القوة العسكرية للمماليك
ثانيا : الدولة الصفوية :
مركزها إيران عاصمتها تبريز تدين بالمذهب الشيعى
ثالثا : الدولة العثمانية : امتدت فى الأناضول والبلقان
الصدام بين العثمانيين والصفويين : ( موقعة جالديران )
تاريخها : ( 23 أغسطس ) عام 1514م
أطرافها : العثمانيين يقودهم سليم الأول ، والصفويين يقودهم إسماعيل الأول
نتائجها : انتصار سليم الأول وهزيمة الصفويين ودخوله العاصمة تبريز
العلاقات بين الدولة العثمانية والدولة المملوكية :
مرحلة العلاقات الطيبة ( الودية )
حيث احتفل المماليك فى مصر باحتفالات العثمانيين فى أوربا وسقوط القسطنطينية ( عام 1453م )
تحالفت الدولتان ضد الخطر البرتغالى خاصة بعد اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح واتجاه البرتغاليين لقطع شرايين التجارة الشرقية من موانىء مصر والشام والتى كانت أساس قوة المماليك الاقتصادية والحربية
موقعة ديو البحرية :
تاريخها : عام 1509م
أطرافها : الاسطول البرتغالى ضد الاسطول المملوكى يساعدة العثمانيين لتدعيم قوته
نتائجها : هزيمة المماليك وتحطم أسطولهم
مرحلة العداء والصدام :
بسبب استيلاء السلطان المملوكي بارسباى في عام 1424م على جزيرة قبرص وتحولت مصر المملوكية إلى ملاذ للفارين من السلاطين العثمانيين وأضفت عليهم الحماية
وقد اتسع الخلاف بينهما أثناء الحرب بين العثمانيين والصفويين ورفض السلطان الغوري الوقوف إلى جانب العثمانيين
وبعد انتصار العثمانيين على الصفويين في موقعة جالديران اتجهوا للدولة المملوكية في مصر والشام وبدأت الحرب بين الطرفين
أسباب الغزو العثماني لمصر
أدرك السلطان العثماني سليم الأول أن الصدام مع الدول الأوربية في ذلك الوقت محفوف بالمخاطر فالتطورات العسكرية والعلمية التي طرأت على الدول الأوربية أوضحت بجلاء مدى تفوق أوربا حضاريا ً وعسكرياً على العثمانيين ومن هنا كان التوجه نحو الشرق لتحقيق السيطرة على المنطقة
بم تفسر : اتجاه العثمانيون نحو الدولة المملوكية فى مصر والشام ؟
(1) رأى السلطان سليم الأول أهمية تأمين حدوده من ناحية المماليك
(2) رغبة السلطان سليم الأول في أن يؤكد الصبغة الدينية لدولته باستيلائه على أراضى الحجاز
(3) رغبة السلطان سليم الأول في توسيع ممتلكاته في الشرق عن طريق الاستيلاء على مصر ( التي تمثل قلب العالم الاسلامى وبالتالي السيطرة على أجزاء مهمة في آسيا وأفريقيا )
(4) من أجل السيطرة التامة على جميع الطرق البحرية والبرية التي كانت تربط بين الشرق والغرب
الغزو العثماني لمصر والشام
مرج دابق (اغسطس عام 1516م ) :
بادر السلطان العثماني سليم الأول بالاستيلاء على إمارة ذي القار المملوكية التي تقع على الحدود بين الدولتين العثمانية والمملوكية فتأكد للسلطان الغوري نية سليم الأول وهى غزو مصر والشام فخرج السلطان الغوري للشام ودارت معركة بين المماليك والعثمانيين عند مرج دابق في أغسطس عام 1516م
نتائج معركة مرج دابق :
(1) هزيمة المماليك (2) دخل السلطان سليم مدينة حلب دون مقاومة تذكر
(3) انهارت كل مقاومة للمماليك في الشام
(4) استولى الجيش العثماني على حلب وحماة وحمص ووصل إلى دمشق
(5) خُطب باسم السلطان سليم الأول على المنابر في الشام ووفد عليه باقي أمراء الشام مقدمين فروض الطاعة والولاء فأمنهم وأبقاهم في مراكزهم
الريدانية ( يناير عام 1517م ) :
تقدم السلطان سليم الأول تجاه مصر حيث يُوجد نائب السلطان المملوكي طومان باى الذي استعد للمواجهة والدفاع عن البلاد غير أن العثمانيين استولوا على غزة وانحرفوا جنوباً حتى التقوا جيوش طومان باى عند الريدانية بصحراء العباسية في يناير عام 1517م
نتائج معركة الريدانية :
(1) هزيمة طومان باى ودخول العثمانيين القاهرة
(2) انتهت دولة المماليك في مصر والشام وصارت مصر ولاية عثمانية عام 1517م
أسباب هزيمة الجيوش المملوكية
(1) التفوق العسكري للجيش العثماني حيث اعتمدت القوة العسكرية العثمانية على أساليب القتال الحربية والأسلحة المتطورة والتي ضمت المشاة والمدفعية وهما سلاحان لعبا دوراً حاسماً في المعركة
(2) التفوق العددي للجيوش العثمانية وانتظامها في تشكيلات منظمة ساهمت في تحقيق النصر للجيش العثماني
(3) تأثر الدولة المملوكية في الفترة الأخيرة بعدم الاستقرار الداخلي والنزاع المستمر على السلطة والتفكك الذي أصاب نظام الحكم في مواجهة الدولة العثمانية المستقرة داخلياً والقوية حربياً
نتائج الغزو العثمانى لمصر
(1) تحولت مصر بعد الغزو العثماني من دولة كبرى شملت أقاليم عديدة إلى مجرد ولاية من ولايات الدولة العثمانية
(2) انتقال خلافة العالم الاسلامى الدينية والسياسية إلى الدولة العثمانية والتي حققها العثمانيون بالقوة العسكرية بعد الانتصارات الحاسمة على الصفويين في جالديران وعلى المماليك في مرج دابق والريدانية وأصبح سليم الأول الحامي الوحيد للحرمين الشريفين ولجميع رعاياه في العالم الإسلامي
سيطرة العثمانيين على العالم العربي من اتجاهين :
الأول آسيوى : فقد أخضعوا شبه الجزيرة العربية وبسطوا نفوذهم على البحر الأحمر والسواحل العربية المطلة على المحيط الهندي والخليج العربي كما قاموا بغزو العراق وضم أراضيه إلى أملاك الدولة العثمانية وحماية الشواطئ العربية المطلة على المحيط الهندي من الخطر البرتغالي
الثانى فى شمال افريقيا : حيث قاموا بغزو برقة وفزان وطرابلس وتونس والجزائر وبسطوا نفوذهم على الساحل الشمالي لأفريقيا ما عدا مراكش وأغلقوا جنوب البحر المتوسط وأمكنهم التصدي للخطر الأوربي في المنطقة
ملامح الحكم العثمانى
خضعت مصر للحكم العثماني ثلاثة(اربع) قرون
كان حكم العثمانيون جامداً راكداً نتج عنه تحول مصر إلى ولاية بعيدة تماماً عن المؤثرات الحضارية الحديثة في أوربا
لجأ العثمانيون إلى الدين واستخدموه لاستمرار فرض سيطرتهم على العالم العربي خاصة أن عقلية العصور الوسطى كانت سائدة في العالم العربي وهى عقلية تعتمد على الحفظ والتلقين والاهتمام بالعلوم الشرعية والفقهية دون العلوم التطبيقية
أُصيب العالم العربي في العصر العثماني بالجدب العلمي وانعدام الاجتهاد في الدين واختفت روح الابتكار في العلم والأدب وسيطر على الفكر في ذلك العصر حالة من الجمود والتقليد والمحاكاة دون إعمال العقل أو الفكر
أولاً : مظاهر الحكم العثماني في مصر
* لم يمس العثمانيون نظم الحكم القائمة إلا من حيث إيجاد هيئات تشترك معاً في شئون الحكم على النحو التالي
هيئات الحكم العثماني
1) الوالي ( الباشا ) :
هو نائب السلطان العثماني في مصر ورئيس السلطة التنفيذية بها وكان مقره القلعة
هو ممثل السلطان العثماني و كانت مدة حكم الوالي بين سنة و ثلاث سنوات
مهامه :
إرسال الجزية المقررة إلى السلطان – قيادة الجند في الحروب
لاحظ أن : لم يكن الوالي مطلق التصرف في المسائل المهمة بل كان عليه أن يحيلها على ديوان القاهرة
2) الديوان ( ديوان القاهرة ) :
يتكون من كبار ضباط الحامية العثمانية والموظفين والعلماء والأعيان
له سلطة مراقبة الوالي ولا يستطيع الوالى أن يبت في أمر إلا بموافقة أعضاء الديوان
3) الحامية العثمانية :
تألفت من عدة فرق عسكرية موزعة بين القاهرة والمدن الكبرى وكانت تقوم بحفظ النظام والدفاع عن الولاية
4) إدارة الأقاليم ( المماليك ) :
أبقى العثمانيون لأمراء المماليك مهمة إدارة الأقاليم وحفظ التوازن بين الوالي ورؤساء الحامية وذلك لخبرتهم الطويلة في تنظيم شئون البلاد .
كان منهم ( السناجق ) والكشاف ويشرفون على الأمن العام
كان زعيم المماليك يقيم في القلعة ويسمى ( شيخ البلد )
من المماليك الذين ظهروا فى العهد العثمانى ( على بك الكبير – محمد بك أبو الدهب – ابراهيم بك – مراد بك – عثمان البرديسى )
ثانيا : الحالة الاقتصادية
الزراعة :
كانت الأرض ملكاً للدولة ممثلة في السلطان وتُزرع عن طريق تكليف الفلاحين بذلك فيما عُرف بحق الانتفاع
أُثقل الفلاح بالضرائب المفروضة على الأراضي كما عانى من التلاعب بالموازيين والمكاييل وشدة تعسف وظلم الملتزمين في جمعهم للضرائب المفروضة على الأراضي الزراعية
بم تفسر : تدهور الزراعة ؟
بسبب عدم اهتمام الطبقة الحاكمة بتنظيم الري أو إقامة السدود وحفر الترع
ما نتائج تدهور الزراعة ؟
انتشار المجاعات والأوبئة وانخفاض ناتج المحاصيل الزراعية وتدهور أحوال المجتمع الريفي بوجه عام
الصناعة :
تدهورت الصناعة بسبب التدهور الزراعي الذي أدى إلى انقراض واضمحلال العديد من أنواع الصناعات مثل صناعات بناء السفن والمنسوجات الفاخرة
كما اقتصرت الصناعة على بعض الصناعات اليدوية البسيطة الضرورية للاستهلاك المحلى مثل صناعة الغزل والنسيج والفخار و الحصير ومواد البناء والسكر وكانت جميعها رديئة
ساعد على زيادة التخلف ارسال السلطان سليم الأول الصناع المهرة إلى عاصمة الدولة العثمانية مع بداية الغزو العثماني لمصر
التجارة :
أولاً : التجارة الداخلية
بم تفسر..تدهور التجارة الداخلية؟
(1) تدهور الزراعة والصناعة (2) افتقاد الأمن (3) عدم الاهتمام بطرق التجارة البرية
(4) الاغارات المتلاحقة لبدو الصحراء
لذلك لم تنمو التجارة الداخلية وعاش كثير من المناطق في عزلة وشبه اكتفاء ذاتي كانت التجارة بين الوجهين البحري و القبلي تتم عن طريق نهر النيل كما انخفضت القدرة الشرائية لدى المجتمع المصري
ثانيا : التجارة الخارجية
بم تفسر: تدهور التجارة الخارجية ؟
(1) الاكتشافات الجغرافية وتحطيم الأسطول المصري عام 1509 م
(2) منح الدولة العثمانية الامتيازات الأجنبية للدول الأوروبية وما صاحب ذلك من امتيازات جمركية وقضائية
ساعد ذلك على سيطرة التجارالاجانب على أمور التجارة في مصر
ثالثا : الحالة الاجتماعية
كان المجتمع المصري أبان الحكم العثماني ينقسم إلى طبقتين(الحكام – المحكومين)
(1) طبقة الحكام
كانت لها كافة السلطات وتركزت في أيدي قلة ارستقراطية من الأتراك و المماليك
وتمثل مكان الصدارة في الإدارة والجيش وشئون الحكم وينصب اهتمامهم في جمع الثروة من حصيلة أملاكهم منشغلين بالسياسة وصراع السلطة
(2) طبقة المحكومين
- تنقسم إلى طبقة وسطى محدودة من المشايخ وعلماء وكبار التجار والحرفيين
طبقة دنيا وهم الأكثرية من الفلاحون وصغار الحرفيين وعامة الناس
- وقد عانت هذه الطبقة الفقر والظلم وانتشار المجاعات وتفشى الأوبئة والأمراض والبطالة والتشرد
رابعا : الحالة الفكرية والثقافية
اتسمت الحياة الفكرية والثقافية خلال فترة الحكم العثماني بالجمود والتخلف حتى مجئ الحملة الفرنسية 1798 م
بلغ هذا الجمود والتخلف مداه في أواخر القرن الثامن عشر واهتزت مكانة الأزهر العلمية حيث اقتصر التعليم فيه على دروس الفقه و التشريع
لم يعد هناك اهتمام بالعلوم العقلية أو الرياضية أو الطبيعية وتدهورت الحياة الأدبية انتشرت ظاهرة الدجل والشعوذة والخرافات وشاع الجهل نتيجة العزلة التي فرضها العثمانيون على البلاد
حركة على بك الكبير
حمل نظام الحكم العثماني في ثناياه عوامل ضعفه بسبب :
1) قصر مدة حكم الوالي 2) زيادة سلطة الديوان والحامية العسكرية
3) ضعف الدولة العثمانية أواخر القرن 17
4) تطلع البكوات المماليك للإنفراد بالحكم في البلاد ومن أبرزهم على بك الكبير
انفراد على بك الكبير بالحكم :
استطاع التخلص من منافسيه الأقوياء من المماليك حتى صار الحاكم الفعلي لمصر عام 1769 م ، وطلب من المشايخ الدعوة له في المساجد
ما نتائج حركة على بك الكبير (( ما أعمال على بك الكبير )) ؟
(1) تلقب بسلطان مصر وانفرد بحكم البلاد دون منافس
(2) كان على بك الكبير طموحاً وتحالف مع الشيخ ظاهر العمر حاكم جنوب الشام
(3) قام بإخضاع الحجاز لنفوذه
(4) أرسل نائبه (( محمد بك أبو الذهب)) لغزو الشام فدخل دمشق ألا أنه انحاز للسلطان العثماني واتفق معه ضد على بك الكبير
بم تفسر : فشل حركة على بك الكبير ؟
ـ لان محمد بك أبو الذهب انحاز للسلطان العثماني واتفق معه ضد على بك الكبير
ما نتائج : فشل حركة على بك الكبير ؟
(1) عادت مصر ولاية عثمانية تحت حماية شيخ البلد محمد بك أبو الذهب
(2) شهدت الفترة التي تلت حكم محمد بك أبو الذهب صراعات متواصلة بين المماليك أنفسهم
مما أدى إلى : 1) تدهور اقتصاد مصر 2) تقلص التجارة الخارجية
الدرس الثاني : الحملة الفرنسية
( 1798 م – 1801 م )
مقدمات الحملة
تعد الحملة الفرنسية على مصر والشام ( 1798 - 1801 ) جزءا من التنافس الاستعماري بين انجلترا وفرنسا على المستعمرات ، وقد بدأ هذا التنافس في القرن السابع عشر الميلادي ، واستمر طوال القرن الثامن عشر ، حتى أرسل القنصل الفرنسي في مصر تقارير ، يحث فيها حكومة الثورة الفرنسية على إرسال حملة عسكرية لإنقاذ التجارة الفرنسية وتامين تجار فرنسا في المنطقة من خطر المماليك .
لاحظ أن كانت مصر عندما جاءت الحملة الفرنسية تحت حكم المماليك بزعامة [ مراد بك / إبراهيم بك ]
بم تفسر مجئ الحملة الفرنسية الى مصر ؟
اسباب الحملة الفرنسية على مصر :
1ـ موقع مصر الاستراتيجي على الطريق بين الشرق والغرب
2ـ تعويض فرنسا عن فقدان مستعمراتها في الهند وكندا
3ـ استغلال موارد مصر المادية والبشرية
4ـ قطع الطريق بين انجلترا ومستعمراتها في الهند
الحملة الفرنسية على مصر
أعد نابليون بونابرت جيشا سرا ، واصطحب معه مجموعة من العلماء في مختلف العلوم والفنون
بم تفسر اصطحاب نابليون العلماء معه في حملته على مصر ؟
لدراسة أحوال مصر من جميع النواحي ، وكيفية استغلال مواردها
حمل معه مطبعه عربية وأخرى فرنسية لطبع المنشورات للأهالي .
فوجئ المماليك في أوائل يوليه 1798م بوصول الحملة قرب مدينة الإسكندرية بعد إبحارها من ميناء طولون سرا ، واستيلائها على جزيرة مالطة , وعند وصولها إلى جزيرة كريت اصدر نابليون أوامره بان تتجه الحملة نحو مصر .
كانت قوة المماليك قد استنزفت في النزاعات الداخلية فيما بينهم ، فلم يوجهوا اهتماماتهم إلى تحصين حدود البلاد لمواجهة أية أخطار محتمله .
قبل أن تصل قوات المماليك من القاهرة بقيادة مراد بك لملاقاة الفرنسيين ، كان أهالي الإسكندرية بزعامة السيد محمد كريم حاكم المدينة قد واجهوا قوات الغزو ، ولهذا اعتقلته القوات الفرنسية ثم اعدم رميا بالرصاص في 6 سبتمبر 1798م .
واصلت القوات الفرنسية زحفها في طريقها الى العاصمة ، فالتقت بقوات مراد بك بالقرب من شبراخيت في البحيرة
موقعة شبراخيت
تاريخها : ( 13 يوليو 1789م )
أطرافها : الفرنسيين يقودهم نابليون ضد المماليك بقيادة مراد بك وابراهيم بك
نتائحها : انهزم مراد بك وتقهقر جنوبا للدفاع عن القاهرة .
موقعة امبابة
تاريخها : ( يوليو 1789م )
أطرافها : الفرنسيين يقودهم نابليون ضد المماليك بقيادة مراد بك
نتائحها : انهزم المماليك وفر مراد بك إلى الصعيد , وهرب إبراهيم بك ومعه الوالي العثماني الى الشام
بم تفسر : هزيمة المماليك امام الحملة الفرنسية فى شبراخيت وامبابة ؟
بسبب اعتماد المماليك على الفروسية بينما كان الفرنسيون يستخدمون المدافع والمعدات الحديثة
دخول القاهرة :
دخل نابليون بونابرت القاهرة في 24 يوليه 1798 م ، بعد ان امن العلماء والمشايخ في الجامع الازهر على الارواح والاموال .
موقعة ابي قير البحرية :
تاريخها : اعسطس 1798م
أطرافها : الاسطول الانجليزي بقيادة نلسون ضد اسطول الحملة الفرنسية
نتائجها :
تحطيم الأسطول الفرنسى وإغراقه
قضى على امال فرنسا في السيطرة على سواحل البحر المتوسط
حرمت الحملة في مصر من امدادات فرنسا لها
شعر الجنود الفرنسيون بانهم محاصرون داخل مصر
بدأ نابليون بونابرت يفكر جديا في استغلال موارد مصر وفرض الضرائب على المصريين
حصار الاسطول البريطاني للشواطئ المصرية الشمالية
ساهم تحطيم الاسطول الفرنسي في موقعة ابي قير البحرية في حصار الاسطول البريطاني لشواطئ مصر الشمالية ( ما النتائج المترتبة على ذلك )
ادي ذلك الى توقف حركة التجارة الخارجية وتشجيع الباب العالي ( السلطان العثماني ) للتحالف مع بريطانيا لاخراج الفرنسيين من مصر .
مقاومة الشعب المصري للاحتلال الفرنسي :
مقاومة ابناء الصعيد
فشلت القوات الفرنسية في اخضاع اهالي الصعيد الذين اتبعو حرب المناوشات والمعارك المتفرقة ، والتي انهكت قوة الفرنسيين نظرا لطول الوادي
استمرت مقاومة ابناء الصعيد طوال فترة الاحتلال الفرنسي لمصر من مدينة الجيزة شمالا حتى اسوان جنوبا ، ومن القصير شرقا الى واحات الصحراء الغربية
ادى ذلك الى تعاظم الشعور الوطني ونمو الوعي القومي تجاه الاحتلال الفرنسي .
ثورة القاهرة الاولى ( اكتوبر 1798م )
بم تفسر قيام ثورة القاهرة الاولى ؟
1- فرض نابليون بونابرت ضرائب فادحة وخاصة على التجار ، بسبب تحطيم الاسطول الفرنسي في موقعة ابي قير البحرية
2- قيام قوات الاحتلال الفرنسي بتفتيش البيوت واقتحام الحوانيت بحثا عن الاموال 3- هدم ابواب الحارات والدروب لمطاردة عناصر المقاومة
4- هدم كثير من المباني والاثار والمساجد بحجة تحصين القاهرة .
احداث الثورة :
اصبح الازهر الشريف مقر لقيادة الثورة وتنظيم حركة الجهاد ضد قوات الاحتلال باسلحتهم وازدادت شدة المقاومة وامتدت الثورة الى الاقاليم المجاورة
قتل حاكم مدينة القاهرة الفرنسي ، واستخدمت قوات الاحتلال الفرنسية سياسة القمع والارهاب لاخماد الثورة ، ودخلو الجامع الازهر بخيولهم مما اثار الشعور الديني لدى المصريين
ما النتائج المترتبة على ثورة القاهرة الاولى ؟
اعدم الفرنسيون الكثير من الاهالي والثوار
فرضت الغرامات المالية على التجار والعلماء
شرعت القوات الفرنسية في تحصين مدينة القاهرة
جلاء الحملة الفرنسية
تحالفت الدولة العثمانية مع انجلترا وروسيا للاشتراك معا في اخراج الفرنسيين ، بالقوة العسكرية وتحقيقا لذلك اعدت حملة بحرية في جزيرة رودس لغزو مصر من الشمال ، وحملة برية لغزو مصر من الشرق .
الحملة الفرنسية على الشام :
أسبابها :
1- رغبة نابليون فى القضاء على الجيش العثمانى قبل وصولة مصر
2- رغبة نابليون السيطرة على موانى الشام وفك الحصار على الشواطىء
تحرك نابليون بونابرت بقواته الى الشام من جهة العريش وذلك في ( مارس 1799م ) ، واستولى في طريقه على العريش وعزة ، وحاصر يافا حصارا شديدا ،
وبعد استيلائه على يافا اعدم جميع افراد حاميتها البالغ عددهم اربعة الاف مقاتل رغم تامينه على ارواحهم ، مرتكبا جريمه بشعه والتي سميت باسم مذبحة يافا البشرية ، مما كان له الاثر الكبير في مقاومة جنود عكا عن مدينتهم بقيادة احمد باشا الجزار بمعاونة الاسطول البريطاني ، وامداده للمدينة بالمؤن والذخائر ، فاضطر نابليون بونابرت للعودة الى مصر
موقعة أبوقير البرية :
وصل الاسطول العثماني عند ابي قير في يوليه 1799م مما ادى الى اشتباك قوات الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت مع قوات الاسطول العثماني وهزيمة القوات العثمانية .
رحيل نابليون :
في تلك الاثناء وصلت رسالة لنابليون توضح المتاعب التي تواجهها فرنسا على اثر قيام حرب تحالفت فيها اوربا ضد فرنسا ، فقرر العودة سرا تاركا امر الحملة لنائبه كليبر في 18 اعسطس 1799م.
كليبر والحملة :
ترك بونابرت مصر والاخطار تهدد الحملة الفرنسية من كل جانب فالجيش في تناقص عددي بسبب المعارك والحروب الداخلية والخارجية ، والدولة العثمانية ارسلت حملة اخرى الى العريش ودمياط ، والمماليك عادوا للمقاومة ، وتجددت ثورات المصريين في الشرقية وامتدت الى وسط الدلتا وغربها
مما ادى الى ادراك كليبر لاستحالة بقاء القوات الفرنسية في مصر فقرر ان يتفاوض مع الدولة العثمانية على الخروج بجنوده الى فرنسا على نفقة الدولة العثمانية ، وفيما عرف باسم معاهدة العريش
رفضت الحكومة البريطانية الاتفاق ، وطلبت استسلام الجيش الفرنسى ، فرفض كليبر ، وهاجم القوات العثمانية واعادها متقهقرة الى الشام مرة اخرى .
ثورة القاهرة الثانية ( مارس ، ابريل 1800م )
بم تفسر قيام ثورة القاهرة الثانية ؟
استغلال المصريون خروج كليبر لمطاردة الأتراك بالشام
ضيق الزعماء المصريين بالوجود الفرنسى بعدفشل معاهدة العريش
تدهور الأحوال الاقتصادية بسبب فرض الضرائب
احداث الثورة :
قام المصريون بثورة عارمة بزعامة السيد عمر مكرم نقيب الاشراف ضد قوات الاحتلال الفرنسي ، واقيمت المتاريس وحفرت الخنادق واغلقت ابواب المدينة
نتائجها :
1- نجحت القوات الفرنسية فى اخماد الثورة سريعا
2- دمر الفرنسيون حي بولاق
3- اشتد كليبر في فرض المزيد من الغرامات ومصادرة الاموال .
قتل كليبر في ( 14 يونيه 1800م ) على يد سليمان الحلبي ، احد طلاب الازهر
ميتو و جلاء الحملة
تولى ( مينو ) امر الحملة ، وكان ينوى الاقامة في مصر وتحويلها الى مستعمرة فرنسية كبرى ، وتحقيقا لذك قام بوضع خطة اصلاحية في مجالات الزراعة والصناعة والتجارة والصحة والنظام القضائي .
ارسلت انجلترا اسطولا حربيا الى ابي قير ( فبراير 1801م ) وانضم اليه جيش عثماني ، ولم تستطع القوات الفرنسية المقاومة ، واستسلمت امام القوات الانجليزية العثمانية ، التي دخلت مصر ومعها زعماء المماليك ابراهيم بك والبرديسي والالفي ، وايضا السيد عمر مكرم ، غادرت الحملة الفرنسية مصر في 18 سبتمبر 1801م .
نتائج الحملة الفرنسية
لم تكن الحملة الفرنسية على مصر مجرد حملة عسكرية تقليدية للغزو والاحتلال ، حيث اصطحب نابليون بونابرت مع الحملة مجموعة كبيرة من العلماء في مختلف المجالات ، كما عمل نابليون على تنظيم امور الادارة والحكم في مصر على نحو ما كان في فرنسا بعد الثورة الفرنسية
ولهذا تركت الحملة اثارا بعيده المدى وعميقة الاثر تمثلت فيما يلي :
اولا : نمو الروح القومية :
ايقظت الحملة الفرنسية الروح القومية لدى المصريين ، فقاموا يدافعون عن وطنهم بالمال والسلاح والارواح
وظهر ذلك جليا بعد خروج الحملة الفرنسية من مصر ، حيث تمسك المصريون بحقهم في الحرية وفي تقرير مستقبل بلادهم ، واختيار حاكمهم
ثانيا:الاعمال الكبرى التي قام بها علماء الحملة الفرنسية :
محاولة شق قناة تربط بين البحرين الاحمر والمتوسط ، ولكن لم تنجح الفكرة بسبب خطأ في حسابات مستوى مياه البحرين .
جمع معلوما ضخمة عن مصر في مختلف المجالات ، وتأليف كتاب ( وصف مصر ) ، وهو اول موسوعة حديثة عن مصر ، تناولت كل النواحي الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والفنون المصرية القديمة
العثور على حجر رشيد مما مكن العالم الفرنسي شامبليون من قراءة ومعرفة اللغة المصرية القديمة وما ترتب على ذلك من التعرف على التاريخ المصري القديم ، وكان الضابط الفرنسي ( بوشار ) قد اكتشف حجر رشيد في 19 / يوليو / 1799م .
ثالثا : توجيه انظار الدول الاوربية الى اهمية موقع مصر الجغرافي :
وجهت الحملة انظار الدول الاوربية عامة وانجلترا خاصة لاهمية موقع مصر الجغرافي والاستراتيجي ، فكان حرص بريطانيا على السيطرة عليها ، وقد تحقق لها ذلك باحتلالها مصر عام 1882م .
رابعا : نظم الحكم :
أنشأ نابليون بونابرت الديوان العام ودواوين الاقاليم وديوان القاهرة
وهدفت تلك الدواوين الى تدريب الاعيان والعلماء المصريين على نظام مجالس الشورى من حيث الاستشارة وتلقي الاراء ، فيما يعود على الاهالي بالنفع العام في المجالات المختلفة .
خامسا : الاثار الاقتصادية والاجتماعية :
وضعت بعض المشروعات للاصلاح الاقتصادي في مجالات الزراعة والصناعة والتجارة ، وخاصة في عهد مينو ( مشروع مينو العظيم ) والذي تمثل في :
الزراعة :
كان المشروع يهدف الى تنويع الحاصلات بزراعة العديد من المحاصيل الزراعية والاهتمام بمشاريع الري .
الصناعة :
اقترح مينو انشاء مصانع للنسيج وبعض الصناعات الدقيقة والدباغة وصناعة حروف الطباعة
التجارة :
استطاع مينو ان يفتح اسواقا لمصر في بلاد البحر الاحمر ودارفور في السودان والحبشة وبلاد شمال افريقيا .
الصحة العامة :
تم انشاء المحاجر الصحية في القاهرة والعديد من المدن الاخرى .
الوحدة الثالثة : الغزو العثمانى لمصر ومقاومة الاحتلال
الدرس الثالث : محمد على واليا على مصر
أحوال مصر بعد خروج الحملة :
واجهت مصر فترة عصيبة من الفوضى والاضطرابات والصراعات بين الفرق السياسية عقب خروج الحملة الفرنسية من مصر
تعدد الولاة فى فترة وجيزة حتى برزت شخصية محمد على
انضم محمد على الى العلماء والمشايخ بمصر واختلط بالأهالي وتعهد للعلماء ببذل قصارى جهده لرفع المظالم عن الناس واحترام جنوده الألبان للمصريين فاختاره زعماء الشعب من العلماء وشيوخ الطوائف واليا على مصر فى ( 13 مايو 1805 )
شخصية محمد على :
ولد محمد على باشا 1769 في مدينة قولة أحد مواني مقدونيا ببلاد اليونان التي كانت تحت الحكم العثماني
بدأ فى ممارسة حرفة التجارة التي أكسبته خبرة التعامل مع الناس
التحق بالجيش العثماني وقدم إلى مصر ضابطا شابا مع القوات العثمانية لمحاربة الفرنسيين وأظهر كفاءة فى القتال وأصبح قائد للجند الألبان في مصر
أحوال مصر قبل تولية محمد على :
شهدت مصر منذ خروج الفرنسيين عام 1801م وحتى تولية محمد على الحكم فى مايو عام 1805م فترة من الاضطراب والفوضى والصراع على السلطة على النحو التالى :
1) المماليك :
القوة الأكثر رغبة فى الاستئثار بالنفوذ والسلطة فى مصر وأنهم أكثر القوى المتصارعة اتصالا بالمصريين وبطرق حكمهم إلا ان المماليك فشلوا فى السيطرة على مصر لانقسام صفوفهم وعد اتفاقهم فكان هناك حزب من المماليك يرى التعاون مع بريطانيا وحزب أخر يرى الاستنجاد بفرنسا
2) الدولة العثمانية :
القوة الثانية التى رغبت فى الاستئثار بالسيطرة على مصر حيث تطلع السلطان العثمانى إلى إعادة بسط حكمه ونفوذه على مصر ولهذا عزم على محاربة المماليك والقضاء عليهم
3) بريطانيا :
القوة الثالثة التى كانت تطمع فى بسط نفوذها على مصر وتحتل بعض المواقع المهمة على شواطئ البحر المتوسط والبحر الأحمر لتأمين طريق مواصلاتها الى الهند فتمثلت فى بريطانيا وقد بقيت القوات البريطانية بعد ان شاركت الدولة العثمانية فى إخراج الفرنسيين مرابطة فى مصر حتى عقد صلح ( اميان فى 25 مارس 1802م ) بين بريطانيا وفرنسا وبمقتضاة تم سحب القوات البريطانية من مصر فى مارس 1803 ومع ذلك استمرت رغبة بريطانيا فى العمل على الاحتفاظ بنفوذها فى مصر حتى تضمن سلامة مصالحها التجارية مع الشرق الاقصى عبر مصر
تولية محمد على حكم مصر :
بدات الدولة العثمانية تستعيد حكم البلاد غير أن الولاة عجزوا عن دفع رواتب الجنود المتأخرة وقاموا بفرض الضرائب والإتاوات على الاهالى مما أثار السخط العام وقيام انتفاضات وثورات ضد هؤلاء الولاة مثل الثورة التى قام بها الشعب المصري فى 8 مارس 1804م
خشي محمد على أن تصيب الثورة جنوده فقام بالانضمام الى العلماء والمشايخ واختلط الاهالى الساخطين وتعهد للعلماء بأن يبذل قصارى جهده لرفع الضرائب عن الناس وبهذه السياسة كسب محمد على عطف الشعب وثقة الزعماء وبدأ الناس ينظرون إليه كرجل عادل يكره الظلم
فى الثالث عشر من مايو عام 1805م اجتمع زعماء الشعب من العلماء ونقباء الطوائف بدار المحكمة ( بيت القاضي ) وقرروا عزل خورشيد باشا ( الوالي العثماني آنذاك ) وتعيين محمد على بدلا منه واخذوا عليه العهود والمواثيق أن يسير بالعدل ولا يبرم امرأ إلا بمشورتهم
فى التاسع من يوليه 1805م أصدر السلطان العثماني فرمانا تضمن عزل خورشيد وتثبيت محمد على واليا على حكم مصر
توطيد سيادة محمد على :
قبل ان يتفرغ محمد على لبناء الدولة الحديثة كان عليه أن يطمئن لاستقرار الحكم فى يده ومواجهة العديد من المشكلات التى اعترضت طريقه
المشكلات التى واجهت محمد على فى بداية حكمه
1) محاولة نقل محمد على من مصر :
لم ترضخ بريطانيا بسهولة بعد تولية محمد على إذ كانت تسعى لتولية محمد بك الالفى ( المملوكي ) لكي تطمئن على مصالحها الاقتصادية فى المنطقة فحاولت إقناع السلطان العثماني بعزل محمد وإسناد الولاية إلى محمد بك الالفى أو اى والى عثماني أخر
استجاب السلطان لبريطانيا وأرسل أسطولا يحمل فرمانا بنقل محمد على واليا على ( سالونيك ) فى مقدونيا مع تسليم السلطة دون معارضة أو مقاومة الى وال عثماني جاء مع الأسطول ( يولية 1806م )
لكن الزعامة الشعبية المصرية وقفت بجانب محمد على فرضخ السلطان العثماني وتخلى عن فكرة عزل محمد على من ولاية مصر مع تثبيته عليها
2) حملة فريزر مارس عام 1807 م :
انتهزت بريطانيا فرصة تدهور علاقتها مع السلطان العثماني وأرسلت حملة عسكرية في مارس 1807م لاحتلال مصر وخلع محمد على وتثبيت تابعها محمد بك الالفى المملوكي
نزلت الحملة الى الإسكندرية ومنها الى رشيد وكان محمد الالفى قد مات قبل وصول الحملة بشهرين ولم تكن بريطانيا تعلم ذلك كما كان محمد على فى الصعيد يطارد المماليك فوقع عبء النضال والمقاومة على المصريين أمام القوات البريطانية فى رشيد والحماد مما أدى الى تقهقر القوات البريطانية الى الإسكندرية للاحتماء بها
وفى تلك الأثناء عاد محمد على من الصعيد واتجه لإخراج القوات البريطانية منها وحاصر المدينة مما اضطر قائد الحملة البريطانية ( فريزر ) الى طلب الصلح والجلاء مقابل الإفراج عن الأسرى ووافق محمد على ودخل الإسكندرية منتصرا
3) القضاء على الزعامة الشعبية :
أدرك محمد على قوة الزعامة الشعبية ممثلة فى السيد عمر مكرم ودورها فى توليته الحكم والقيود التى فرضتها علية عند قبول الولاية
رأى محمد على ضرورة ان ينفرد بالحكم دون وصاية أو رقابة شعبية واخذ يترقب الوقت المناسب للتخلص من السيد عمر مكرم وقد ساعده فى تحقيق ذلك انقسام القيادات الشعبية فيما بينها حول تقدير عمر مكرم ومكانته بين الناس حيث اخذ منافسوه يدسون له عند محمد على
انتهز محمد على الفرصة واقدم على خلع عمر مكرم من نقابة الأشراف وإبعاده الى دمياط ( 1809م ) وبعدها خارج البلاد
4) المماليك :
كان المماليك فى مصر أحد عناصر الفساد ومصدر القلق والفوضى لذلك حرص محمد على منذ البداية على حرمانهم من تولى المناصب الرفيعة فى الدولة مثل مشيخة البلد
ثم بدأ يطاردهم وتخلص منهم نهائيا بتدبير مذبحة القلعة الشهيرة لهم فى مارس 1811م
وبذلك تمكن محمد على من الانفراد بحكم البلاد والتي أرادها ببعد نظره وطموحه فى مصاف الدول الأوروبية الحديثة
الدرس الرابع : محمد على وبناء مصر الحديثة
أدرك محمد على أن نهضة مصر لن تتحقق إلا من خلال بناء دولة قوية تأخذ بأساليب المدنية الحديثة فى الغرب ولذلك بادر بإجراء اصلاحات شملت كل جوانب الحياة المختلفة كما اتجة الى بناء قوة عسكرية ذاتية نظامية بديلا عن الفرق العسكرية غير النظامية تساعدة فى تحقيق طموحاته الهادفة الى بناء دولة حديثة مثل الدول المتقدمة فى تلك الفترة
مظاهر بناء الدولة الحديثة فى عصر محمد على :
أولا : البناء الاقتصادى :
استخدم محمد على سياسة الاحتكار فى تنظيم الاقتصاد المصرى فى الزراعة والصناعة والتجارة
الاحتكار : يقصد به ان تقوم الحكومة ممثلة فى محمد على بتحديد نوع الغلات التى تـزرع ونوع المصنوعات التى تنتج وتحديد أثمان شرائها من المنتجين وأثمان بيعها فى السوق وبهذا الأسلوب يضمن محمد على الدخول فى سوق التجارة الدولية منافسا لغيره من الدول
ما الفرق بين الاحتكار فى عهد محمد على والاحتكار حاليا ؟
الاحتكار فى عهد محمد على : هو تدخل الدولة فى كل المجالات الاقتصادية من الزراعة والصناعة والتجارة وبالتالي غياب روح الابتكار والإبداع للفرد
الاحتكار حاليا : هو ترك السوق وفقا لسياسة العرض والطلب مع التدخل المباشر للدولة وقت الضرورة لضبط الأسعار للسلع والمنتجات الضرورية
مجالات البناء الاقتصادي :
1) الزراعة :
قام محمد على بإلغاء نظام الالتزام وتوزيع الأرض على الفلاحين ، كما اتبع سياسة زراعية تهدف الى توفير أكبر قدر من الدخل من الإنتاج الزراعى بوسائل متعددة أهمها :
1ـ إستخدام أساليب زراعية حديثة بهدف زيادة الإنتاج الزراعى
2ـ الاهتمام بالتعليم الزراعى واستخدام الخبراء الزراعيين من الخارج وإنشاء مدرسة زراعية لهذا الغرض
3ـ تحسين طرق الرى وإنشاء العديد من القناطر على النيل أهمها القناطر الخيرية وأدى ذلك إلى تحويل أراضى الوجه البحري الى نظام الرى المستديم بدلا من رى الحياض
4ـ إدخال أنواع جديدة من الغلات الزراعية مثل أشجار التوت لتربية دود القز ونبات النيلة الهندية ، وتحسين زراعة القطن حتى بدأت مصر فى تصديره منذ عام 1827م
5ـ تزويد الفلاحين بكل ما يلزم الزراعة من بذور ومواشي وأدوات زراعية
6ـ إلزام الفلاحين بزراعة كل ما تقرره الحكومة من الحاصلات الزراعية
2) الصناعة :
قامت الحكومة فى عصر محمد على بمهمة توجية الإنتاج الصناعى وتوزيعه عن طريق :
1ـ إمداد الصناع بالمواد الخام اللازمة للصناعة
2ـ شراء المنتجات الصناعية
3ـ تطوير وتحديث الإنتاج الصناعى بالإجراءات التالية :
ـ إقامة المصانع الحكومية وذلك لتوفير الصناعات المطلوبة
ـ الاستعانة بالخبرات الأجنبية فى مختلف الصناعات
ـ جمع الصبية للعمل فى مصانع الدولة بأجور رمزية فأصبحت بمثابة مدارس صناعية
ـ إرسال بعثات للخارج لدراسة فنون الصناعة المختلفة وترجمة الكتب الخاصة بها
من اهم المصانع التي أنشأها محمد على مصانع الأسلحة والمدافع والبارود والغزل والنسيج والورق والصابون والسكر
3) التجارة :
أسباب نشاط التجارة الداخلية والخارجية فى عهد محمد على :
1ـ موقع مصر المتميز ووفرة المواد الخام
2ـ اهتمام محمد على بتأمين طرق التجارة البرية والبحرية
3ـ حفر الترع والاهتمام بالمواني المصرية
مظاهر تطبيق الاحتكار فى التجارة :
1ـ تسويق جميع الحاصلات الزراعية بعد شرائها وجمعها فى مخازن الدولة
2ـ البيع للتجار الأجانب في مصر 3ـ البيع فى الخارج لحساب الحكومة المصرية
4ـ احتكار تجارة الواردات
4) النقل والمواصلات :
اهتم محمد على بتمهيد الطرق البرية وبناء أسطول فى البحرين الأحمر والمتوسط وإصلاح الموانئ وخاصة ميناء الإسكندرية وتطهير البحر الأحمر من القرصنة
ثانيا : الأحوال الاجتماعية :
أثرت سياسة محمد على الاقتصادية فى تشكيل وبناء القوى الاجتماعية فى مصر حيث اختفت قوى كانت بارزة فى العهد العثمانى وظهرت قوى جديدة
تتلخص الأوضاع الاجتماعية فيما يلى :
طبقات اختفت طبقات ظهرت
(1) المماليك : انتهى نفوذهم وحل محلهم أسرة محمد على وبعض العناصر التركية ممن سيطروا على الادارة
(2) علماء الأزهر والقيادات الشعبية
(3) طبقة التجار : تدهورت لاحتكار الحكومة للتجارة الداخلية والخارجية فأختفت الشخصيات التجارية الكبيرة وحل محلها التجار الأجانب ووكلاؤهم (1) طبقة الأعيان ( كبار ملاك الأراضي الزراعية )
(2) متوسطي الملاك : ازدادت قوتهم وتميزهم فى المجتمع منذ القرن التاسع عشر بتوسيع حقوق الملكية
(3) طبقة عمال الصناعة : ظهرت فى المصانع الكبرى للدولة مع استمرار طوائف الحرف للصناعات الصغيرة كوسطاء للحكومة
(4) ظهور طبقة البدو : ظهر البدو كقوة اجتماعية مستقرة بعد منح زعمائهم أراضى واسعة لتوطينهم وتدريجيا دخل البدو فى الحياة المدنية
ثالثا : التعليم والثقافة :
اهتم محمد على بالتعليم لحاجته إلى :
1- موظفين لسد حاجة المصالح الحكومية
2- فنيين ومتخصصين فى مختلف الفروع خاصة لسد حاجة الجيش والأسطول
جهود محمد على فى التعليم :
1- إنشاء المدارس الحديثة ( المدارس الحربية المختلفة ومدارس الطب البشرى والبيطري والصيدلة والزراعة والمهندسخانة )
2- انشاء المدارس الابتدائية والتجهيزية لإعداد التلاميذ للالتحاق بالمدارس العالية
3- ارسال البعوث العلمية إلى أوربا ( من بين شخصياتها العلمية الهامة والمؤثرة فى الحياة الثقافية والاجتماعية رفاعة رافع الطهطاوي وعلى باشا مبارك اللذان أسهما فى استمرار النهضة التعليمية بعد عودتهم من أوربا
4- الاستعانة ببعض الأساتذة الأجانب للتدريس فى المدارس العليا والمساهمة فى الترجمة من اللغات الأوربية غلى اللغة العربية ومنهم ( كلوت بك )
5- انشاء المطبعة الأميرية ببولاق لطبع الكتب اللازمة للمدارس بالإضافة إلى الكتب الأدبية والفنية واصدار صحيفة الوقائع المصرية
رابعا : بناء القوة العسكرية :
أدرك محمد على أن بناء القوة العسكرية هي الدعامة الأساسية لتحقيق أهدافه وبناء الدولة الحديثة
كانت كافة المشروعات العمرانية والتعليمية بهدف سد حاجة الجيش
فأنشأ المصانع وفتحت المدارس وأقيمت المستشفيات وأرسل البعثات إلى الخارج بهدف بناء القوة العسكرية
مراحل إنشاء الجيش في عهد محمد على :
إعداد الضباط :
1- أنشأ محمد على مدرسة حربية في أسوان لتدريب المصريين على النظام الحديث
2- اسس مدارس عسكرية مثل المشاة والمدفعية والفرسان لتخريج ضباط عسكريين 3- استقدم لهذه المدارس ضباطا ومعلمين ذوى خبرة إدارية من أوروبا كان أشهرهم أحد ضباط نابليون وهو الكولونيل سيف
إعداد الجنود :
1- كانت البداية تجنيد السودانيين ثم اتجه بعد ذلك إلى تجنيد المصريين
2- وقد اثبت المصريين كفاءتهم بالانتظام في التدريب وإطاعة الأوامر العسكرية وفى ميادين القتال الخارجية
الأسطول :
1- اهتم محمد على بتأسيس ترسانة في بولاق ثم في الإسكندرية لصناعة السفن الحربية والتجارية وزودت الترسانة بكافة أنواع الأسلحة
2- كما تم إعداد أماكن لتدريب وتعليم البحارة والجنود على الأعمال البحرية
مصانع الأسلحة والذخيرة :
كيف اهتم محمد على بالتصنيع الحربي ؟
1- أنشأ ترسانة في القلعة لتصنيع الأسلحة والمدافع والبارود
2- أنشأ القلاع والاستحكامات اللازمة للدفاع عن البلاد في الإسكندرية ورشيد ودمياط
خامسا : البناء السياسي للدولة الحديثة في مصر :
كانت الإدارة المصرية قد وصلت إلى درجة من التدهور عندما تولى محمد على الحكم فبدأ في إعادة تنظيم الإدارة بما يكفل له السيطرة الكاملة على شئون البلاد وذلك وفقا للإجراءات التالية :
1- تقسيم مصر إلى سبع مديريات ويتبع كل مديرية عدد من المراكز وهذه تنقسم إلى عدة أقسام والأقسام تضم عدة قرى وعلى رأس هذا النظام الإداري الحكومة المركزية في القاهرة ومنها وحدها تصدر جميع الأوامر الواجبة التنفيذ
2- إنشاء عدة مجالس ودواوين لتعاونه في تسيير دفة الأمور في البلاد ومنها :
الديوان العالي :
مهمته البحث في شئون البلاد الداخلية
مجلس المشورة :
- وقد أقامه محمد على في عام 1829 ويتألف من كبار موظفي الحكومة والأعيان والعلماء
- كان أشبة بجمعية عمومية نيابة عن الأمة
- يجتمع مرة واحدة في السنة لإبداء الرأي في مسائل الإدارة والتعليم والإشغال العامة
- وفى عام 1837 صدرت لائحة جديدة بموجبها أعيد تنظيم الإدارة إلى سبع دواوين ( وزارات ) وحددت اختصاصاتها وهى : الديوان الخديوي وديوان الإيرادات وديوان الجهادية وديوان البحر للأسطول وديوان المدارس وديوان التجارة وديوان الفابريقات ( الصناعة )
السياسة الخارجية
- سعى محمد على إلى الانفصال عن الدولة العثمانية والاستقلال بمصر
- مرت العلاقة بينه وبين السلطان العثماني بمرحلتين :
- 1- مرحلة الاتفاق 2- مرحلة الاختلاف والمواجهة بينهما
حروب محمد على :
- تنقسم هذه الحروب إلى مرحلتين :
- أولا : حروب بناء على طلب السلطان العثماني ( فى الجزيرة العربية واليونان )
- ثانيا : حروب تمت بإرادة محمد على فى السودان والشام
1- حروب محمد على في شبة الجزيرة العربية ( بأوامر من السلطان )
تعرف بالحروب الوهابية
تاريخها : ( 1811ـ 1819 م )
أسبابها : هدفت إلى القضاء على الدعوة الوهابية التي تنسب إلى محمد بن عبد الوهاب من آل سعود وذلك لتهديدهم نفوذ الدولة العثمانية في شبة الجزيرة العربية
نتائجها : انتهت بالسيطرة على الجزيرة العربية
2ـ ضم السودان ( مشروع محمد على )
أسبابها : كان ذلك لأسباب سياسية واقتصادية وعسكرية
تاريخها : خلال عامي (1820 و1822 م )
نتائجها : 1- أدى إلى امتداد النفوذ المصري إلى جنوب السودان
2- إنشاء العاصمة الخرطوم
3- اكتشاف منابع النيل والوصول إلى أواسط إفريقيا في عصر إسماعيل
3- حروب اليونان :
تاريخها : ( 1822 ـ 1828 م )
أسبابها : هدفت إلى القضاء على ثوار المورة والذين طالبوا بالاستقلال عن الدولة العثمانية
نتائجها : 1- انتهت بهزيمة الجيش المصرى
2- تحطيم الأسطول المصري في موقعة نفارين ( 1827م) بعد وقوف
القوى الأوروبية بجانب ثوار المورة
3- ضم جزيرة كريت لولاية مصر
4- علو مكانة مصر دوليا حيث تفاوضت الدول الأوروبية مع محمد على مباشرة للتوصل إلى اتفاقية لإنهاء الحرب ( 1828م) مما ساعد على نمو فكرة الانفصال عن الدولة العثمانية وتحقيق الاستقلال لمصر
4- حروب الشام الأولى والثانية :
تاريخها : (1831ـ 1838م )
أسبابها : 1- توتر العلاقات بين محمد على السلطان العثماني
2- تفاوض محمد على مع القوى الأوروبية لتأمين انسحاب الجيش
المصري من المورة
3- تصميم محمد على على الانفصال والاستقلال بمصر فكانت المواجهات
بينه وبين السلطان العثماني
نتائجها : 1- صلت القوات المصرية إلى الشام واعالى الفرات
2- امتد النفوذ المصري في بلاد الشام
تدخل الدول الأوروبية :
- أثارت انتصارات محمد على وتهديده للسلطان العثماني الدول الأوروبية خشية ازدياد نفوذ محمد على وقوته وما تمثله من خطر على التوازن الدولي
- لذا تدخلت الدول الأوروبية في المفاوضات مع السلطان العثماني لفرض ما تراه من شروط على محمد على التي انتهت بمعاهدة لندن الدولية عام (1840م ) والتي اضطر محمد على إلى قبول شروطها
شروط معاهدة لندن 1840م :
1- إعادة بلاد الشام والجزيرة العربية إلى السلطان العثمانى
2- تثبيت محمد على في حكم مصر وإعلان خضوعه للسلطان العثماني
فرمان يونيو 1841م :
فى يونيو 1841م أصدر السلطان العثمانى فرمانا يقضى بحق وراثة مصر لأكبر أبناء محمد على الذكور سنا
ثم اصدر السلطان العثماني فرمانا أخر بولايته على السودان في نفس العام
الوحدة الثالثة: مصر والزحف الاستعمارى ومحاولات التحرر الوطنى
الدرس الأول: خلفاء محمد على وازدياد النفوذ الأجنبى
محمد على باشا (1805-1848)
******************************************
إبراهيم باشا عباس الأول1048 : 1854 محمد سعيد1854 : 1863
الخديوى إسماعيل1863 : 1879 الخديوى محمد توفيق1879 : 1892
أولاً: عصر عباس باشا الأول (1848 : 1854)م
* -تولى عباس باشا الأول حكم مصر فى 24 نوفمبر 1848م.
مساوئ عصر عباس
التعليم والثقافة -فى عصره توقفت حركة النهضة العلمية التى ظهرت فى عصر محمد على.
-أغلقت المدارس الابتدائية والتجهيزية ولم يبق من المدارس سوى المهندس خانة والطب.
-أغلقت صحيفة الوقائع المصرية.
-أهملت حركة التأليف والترجمة واستبعد أغلب الأساتذة الأجانب وخاصة الفرنسيين منهم.
الاقتصاد أغلقت معظم المصانع التى أنشأها محمد على.
-توقف العمل فى بناء القناطر الخيرية.
الجيش -تم تخفيض حجم الجيش من حيث العدد والأسلحة.
-تعطلت أعمال الترسانة البحرية.
اهم اعماله -إصلاح الطريق بين القاهرة والسويس.
-البدء فى إنشاء أول خط حديدى بين القاهرة والإسكندرية عام 1852م.
ثاني